الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 333 ] باب ذكر أخبار رويت في زهده في الدنيا وصبره على القوت الشديد فيها، واختياره الدار الآخرة، وما أعد الله تعالى له فيها، على الدنيا وبذلك أمره ربه.

                                        قال الله عز وجل: ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى وقد روي: أنه خير بين أن يكون عبدا نبيا، وبين أن يكون ملكا نبيا، فاستشار فيه جبريل، عليه السلام، فأشار عليه بأن يتواضع، فاختار أن يكون عبدا نبيا

                                        أخبرناه أبو الحسين بن الفضل القطان، ببغداد قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثني أبو العباس حيوة بن شريح، قال: أخبرنا بقية بن الوليد، عن الزبيدي، عن الزهري [ ص: 334 ] ، عن محمد بن عبد الله بن عباس، قال: كان ابن عباس يحدث أن الله عز وجل، أرسل إلى نبيه صلى الله عليه وسلم ملكا من الملائكة، معه جبريل عليه السلام، فقال الملك لرسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يخيرك بين أن تكون عبدا نبيا، وبين أن تكون ملكا نبيا.

                                        فالتفت نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل، عليه السلام، كالمستشير له، فأشار جبريل، عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن تواضع.

                                        فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بل أكون عبدا نبيا" قال: فما أكل بعد تلك الكلمة طعاما متكئا حتى لقي ربه عز وجل.


                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية