الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثنا أبو القاسم مكرم بن محرز بن المهدي بن عبد الرحمن بن عمرو الخزاعي، قال: حدثني أبي محرز بن المهدي، فذكره.

                                        حدثنا أبو عبد الله الحافظ، إملاء، قال: حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن زياد، وجعفر بن محمد بن سوار (ح) ، قال: وأخبرني عبد الله بن محمد الدورقي، في آخرين، قالوا: حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة الإمام، (ح) ، قال: وأخبرني مخلد بن جعفر الدقاق، حدثنا محمد بن جرير، قالوا: حدثنا مكرم بن محرز، قال أبو عبد الله الحافظ : ثم سمعت الشيخ الصالح أبا بكر أحمد بن جعفر القطيعي يقول: حدثنا مكرم بن محرز، عن آبائه فذكر الحديث بطوله.

                                        فقلت لشيخنا أبي بكر: سمعه الشيخ، من مكرم؟ فقال: إني والله حج بي أبي وأنا ابن سبع سنين.

                                        فأدخلني على مكرم بن محرز وبلغني عن أبي محمد القتيبي رحمه الله أنه قال في تفسير ما عسى [ ص: 282 ] يشكل من ألفاظ هذا الحديث: قوله: برزة" يريد أنها خلا لها سن فهي تبرز، ليست بمنزلة الصغيرة المحجوبة.

                                        وقوله: "مرملين" يريد قد نفد زادهم.

                                        وقوله: "مشتين" يريد داخلين في الشتاء ويروى: "مسنتين" أي داخلين في السنة، وهي: الجدب والمجاعة.

                                        وقوله: "كسر الخيمة" يريد جانبا منها.

                                        وقوله: "فتفاجت" يريد فتحت ما بين رجليها للحلب.

                                        وقوله: "دعا بإناء يربض الرهط" أي يرويهم حتى يثقلوا فيربضوا.

                                        والرهط: ما بين الثلاثة إلى العشرة.

                                        وقوله: "ثجا" يريد سيلا.

                                        وقوله: "حتى علاه البهاء" يريد علا الإناء بهاء اللبن، وهو وبيص رغوته.

                                        يريد أنه ملأها.

                                        قوله: "فشربوا حتى أراضوا" يريد: شربوا حتى رووا فنقعوا بالري وقوله: "تشاركن هزلي" أي عمهن الهزال، فليس فيهم منقية ولا ذات طرق، وهو من الاشتراك [ ص: 283 ] وقوله: "والشاء عازب" أي بعيد في المرعى وقولها: "ظاهر الوضاءة" قال غير القتيبي: تريد: ظاهر الجمال.

                                        قال القتيبي: وقولها: "أبلج الوجه" تريد: مشرق الوجه مضيئه وقولها: "لم تعبه نحلة" فالنحل: الدقة والضمر.

                                        وقولها: "ولم تزر به صقلة" .

                                        فالصقل: منقطع الأضلاع.

                                        والصقلة: الخاصرة.

                                        تريد أنه ضرب ليس بمنتفخ ولا ناحل.

                                        ويروى: لم تعبه ثجلة ولم تزر به صعلة.

                                        والثجلة: عظم البطن واسترخاء أسفله.

                                        والصعلة: صغر الرأس.

                                        والوسيم: الحسن الوضيء وكذلك القسيم.

                                        والدعج: السواد في العين وغيره.

                                        وقولها: "في أشفاره عطف" قال القتيبي: سألت عنه الرياشي فقال: لا أعرف العطف.

                                        وأحسبه: غطف بالغين معجمة وهو أن تطول الأشفار ثم تنعطف.

                                        والعطف أيضا إن كان هو المحفوظ شبيه بذلك، وهو انعطاف الأشفار.

                                        وروي: "وفي أشفاره وطف" وهو الطول.

                                        وقولها: "في صوته صهل" ويروى "صحل" أي كالبحة، وهو أن لا يكون حادا.

                                        وقولها: "في عنقه سطع" أي طول.

                                        "إن تكلم سما" .

                                        يريد علا برأسه أو يده.

                                        [ ص: 284 ] وقولها في وصف منطقه: "فصل لا نذر ولا هذر" تريد أنه وسط ليس بقليل ولا كثير.

                                        وقولها: "لا يأس من طول" يحتمل أن يكون معناه: إنه ليس بالطويل الذي يؤيس مباريه عن مطاولته، ويحتمل أن يكون تصحيفا، وأحسبه: "لا بائن في طول" .

                                        وقولها: "لا تقتحمه عين من قصر" لا تحتقره ولا تزدريه.

                                        محفود: أي مخدوم، محشود: هو من قولك: حشدت لفلان في كذا، إذا أردت أنك أعددت له وجمعت.

                                        وقال غيره: المحشود: المحفوف.

                                        حشده أصحابه: أطافوا به.

                                        وقولها: "لا عابس" تريد: لا عابس الوجه ولا معتد من العداء وهو: الظلم.

                                        وقول الهاتف: "فتحلبت له بصريح" والصريح: الخالص.

                                        والضرة: لحم الضرع.

                                        "فغادرها رهنا لديها تحالب" يريد أنه خلف الشاة عندها مرتهنة بأن تدر.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية