الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، ببغداد قال: أخبرنا أبو بكر بن عتاب قال: أخبرنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة، قال: حدثنا ابن أبي أويس، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة ح) وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، عن محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب وهذا لفظ حديث إسماعيل بن إبراهيم قال: فلما اشتدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين، أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج إلى المدينة، فخرجوا أرسالا فخرج منهم قبل خروج رسول [ ص: 460 ] الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة: أبو سلمة بن عبد الأسد، وامرأته أم سلمة بنت أبي أمية، وعامر بن ربيعة، وامرأته أم عبد الله بنت أبي حثمة، ويقال: أول ظعينة قدمت المدينة أم سلمة.

                                        ويقول بعض الناس أم عبد الله والله أعلم.

                                        ومصعب بن عمير وعثمان بن مظعون، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وعبد الله بن جحش، وعثمان بن الشريد، وعمار بن ياسر.

                                        فنزل أبو سلمة وعبد الله بن جحش في بني عمرو بن عوف، ثم خرج عمر بن الخطاب، وعياش بن أبي ربيعة في أصحاب لهم، فنزلوا في بني عمرو بن عوف، فطلب أبو جهل بن هشام والحارث بن هشام والعاص بن هشام عياش بن أبي ربيعة وهو أخوهم لأمهم، فقدموا المدينة فذكروا له حزن أمه وقالوا له: إنها حلفت لا يظلها سقف بيت، ولا يمس رأسها دهن حتى تراك، ولولا ذلك لم نطلبك فنذكرك الله في أمك، وكان بها رحيما، وكان يعلم من حبها إياه ورأفتها به، فصدق قولهم ورق لها، ولما ذكروا له منها أبى أن يتبعهما حتى عقد له الحارث بن هشام عقدا، فلما خرجا به أوثقاه فلم يزل هنالك حتى خرج مع من خرج قبل فتح مكة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له بالخلاص.

                                        قال: وخرج عبد الرحمن بن عوف، فنزل على سعد بن الربيع، في بني الحارث بن الخزرج.

                                        وخرج عثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وطائفة أخرى.

                                        [ ص: 461 ] فأما طلحة فخرج إلى الشام.

                                        ثم تتابع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك إلى المدينة رسلا، ومكث ناس من أصحابه بمكة حتى قدموا بعد مقدمه المدينة، منهم سعد بن أبي وقاص.

                                        قلت: قد اختلف في قدوم سعد، فقيل: كذا وقيل إنه ممن قدم قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم.


                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية