وبهذا الإسناد عن قال: حدثني ابن إسحاق قال: عاصم بن عمر بن قتادة كانت حواء بنت زيد بن السكن، عند قيس بن عبيد الخطيب، كذا قال، وإنما هو ابن الخطيم بالمدينة، وكانت أمها عقرب بنت معاذ أخت سعد بن معاذ، فأسلمت حواء، فحسن إسلامها، وكان زوجها قيس على كفره، فكان يدخل عليها وهي تصلي، فيؤذيها، وكان لا يخفى على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة أمر يكون بالمدينة إلا بلغه وأخبر به.
[ ص: 456 ] قال قيس فقدمت مكة في رهط من مشركي قومي حجاجا، فبينا نحن إذ جاء رجل يسأل عني فدل علي، فأتاني فقال: أنت قيس قلت: نعم , قال: زوج حواء؟ قلت: نعم , قال: فما لك تعبث بامرأتك وتؤذيها على دينها؟ فقلت: إني لا أفعل.
قال: فلا تفعل ذلك بها دعها لي، قلت: نعم , فلما قدم قيس المدينة ذكر ذلك لامرأته وقال: فشأنك بدينك، فوالله ما رأيته إلا حسن الوجه حسن الهيئة وبهذا الإسناد عن قال: " كان ابن إسحاق معاذ بن عمرو بن الجموح قد شهد العقبة، وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بها، وكان عمرو سيدا من سادات بني سلمة، وكان قد اتخذ في داره صنما من خشب يقال له: منافة فلما أسلم فتيان بني سلمة وابنه معاذ بن جبل معاذ بن عمرو وغيرهما كانوا يدخلون بالليل على صنم عمرو فيحملونه فيطرحونه في بعض حفر بني سلمة، وفيها عذر الناس منكسا على رأسه، فإذا أصبح عمرو قال: ويلكم من عدا على إلهنا في هذه الليلة، ثم يغدو يلتمسه حتى إذا وجده غسله وطهره وطيبه، ثم قال: أما والله لو أعلم من يصنع هذا بك لأحرقه، فإذا أمسى وقام عمرو عدوا عليه ففعلوا به مثل ذلك، وفعل مرات، فلما ألحوا عليه استخرجه من حيث ألقوه فغسله وطهره وطيبه , ثم جاء بسيفه فعلقه عليه، ثم قال: إني والله ما أعلم من يصنع بك ما ترى، فإن كان فيك خير فامتنع، فهذا السيف معك، فلما أمسوا ونام عدوا عليه فأخذوا السيف من عنقه، ثم أخذوا كلبا ميتا، فعلقوه، وقرنوه بحبل، ثم ألقوه في بئر من آبار بني سلمة فيها عذر الناس، وغدا عمرو فلم يجده، فخرج يتبعه حتى وجده في البئر منكسا مقرونا بكلب ميت، فلما رآه أبصر شأنه وكلمه من أسلم من قومه، فأسلم فحسن إسلامه، فقال عمرو حين أسلم، وعرف من الله ما عرف وهو يذكر صنمه ذلك: عمرو بن الجموح،
تالله لو كنت إلها لم تكن أنت وكلب وسط بئر في قرن [ ص: 457 ] أف لمصرعك إلها مستدن
الآن فتشناك عن سوء الغبن الحمد لله العلي ذي المنن
الواهب الرزاق وديان الدين هو الذي أنقذني من قبل أن
أكون في ظلمة قبر مرتهن