الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 223 ] باب إسلام ضماد، وما ظهر له فيما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم من آثار النبوة

                                        أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري قال: أخبرنا جدي يحيى بن منصور القاضي، قال: حدثنا أحمد بن سلمة، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، قال: حدثنا داود بن أبي هند، عن عمرو بن سعيد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قدم ضماد مكة، وهو رجل من أزد شنوءة وكان يرقي من هذه الرياح، فسمع سفهاء من سفهاء الناس يقولون إن محمدا مجنون، فقال: آتي هذا الرجل لعل الله أن يشفيه على يدي قال: فلقيت محمدا، فقلت: إني أرقي من هذه الرياح، وإن الله يشفي على يدي من شاء فهلم، فقال محمد: "إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له" ثلاث مرات , فقال: والله، لقد سمعت [ ص: 224 ] قول الكهنة، وقول السحرة، وقول الشعراء، فما سمعت مثل هؤلاء الكلمات، فهلم يدك أبايعك على الإسلام، فبايعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: "وعلى قومك؟" فقال: وعلى قومي.

                                        فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فمروا بقوم ضماد، فقال صاحب الجيش للسرية: هل أصبتم من هؤلاء شيئا؟ فقال رجل منهم: أصبت منهم مطهرة، فقال: ردوها عليهم فإنهم قوم ضماد
                                        رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن المثنى، زاد فيه ابن المثنى: وأن محمدا عبده ورسوله، أما بعد.

                                        وزاد أيضا: ولقد بلغن ناعوس البحر، يريد كلماته.

                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف قال: حدثني أبي قال: أخبرنا محمد بن المثنى قال: حدثني عبد الأعلى، فذكره بزيادته ومعناه، وروي عن يزيد بن زريع، عن داود بن أبي هند بزيادته، وزيد أيضا: ونؤمن بالله، ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

                                        إلا أنه لا يذكر قصة السرية أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق قال: أخبرنا أحمد بن عثمان بن يحيى، قال: حدثنا عبد الملك بن محمد الرقاشي، قال: حدثنا أبي قال:، حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا داود بن أبي هند، فذكره بإسناده ومعناه.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية