الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 118 ] ذكر حديث الجهني الذي أتي في إغمائه وأخبر بالإطلاق إن شكر لربه فآمن بالنبي المرسل وترك سبيل من أشرك فأضل.

                                        أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل، ببغداد، قال: حدثنا أبو علي الحسين بن صفوان، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي قال: أخبرنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، قال: حدثنا مجالد، عن عامر قال: " انتهينا إلى أفنية جهينة، فإذا شيخ جالس في بعض أفنيتهم، فجلست إليه، فحدثني قال: إن رجلا منا في الجاهلية اشتكى، فأغمي عليه، فسجيناه وظننا أنه قد مات، وأمرنا بحفرته أن تحفر، فبينا نحن عنده إذ جلس فقال: إني أتيت حيث رأيتموني، أغمي علي، فقيل لي: أمك هبل ألا ترى حفرتك تنتثل وقد كادت أمك تثكل، أرأيت إن حولناها عنك بمحول، وقذفنا فيها القصل الذي مشى وأجزل.

                                        أتشكر لربك وتصلي وتدع سبيل من أشرك فأضل؟ فقلت: نعم , فأطلقت، فانظروا ما فعل القصل.

                                        [ ص: 119 ] مر آنفا , فذهبوا ينظرون فوجدوه قد مات فدفن في الحفرة، وعاش الرجل حتى أدرك الإسلام " وأخبرنا أبو الحسين قال: أخبرنا الحسين بن صفوان، قال: حدثنا ابن أبي الدنيا، قال: حدثنا سعيد بن يحيى القرشي قال: حدثني عمي عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا زياد بن عبد الله، قال: حدثنا مجالد، عن الشعبي قال: حدثني شيخ من جهينة، فذكر القصة قال: فرأيت الجهني بعد ذلك يصلي ويسب الأوثان ويقع فيها قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا، قال: حدثنا محمد بن الحسين، عن عبيد الله بن عمرو الرقي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال: مرض رجل من جهينة في بدء الإسلام حتى ظن أهله أنه قد مات، وحفرت حفرته.

                                        فذكر القصة وزاد في الشعر: ثم قذفنا فيها القصل , ثم ملأنا عليه بالجندل إنه ظن أن لن نفعل؟ قال: وزادني الحسن بن عبد العزيز في هذا الشعر شيئا آخر: أتؤمن بالنبي المرسل.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية