الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان قال أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، قال: حدثنا عبيد بن شريك، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، أن محمد بن النعمان بن بشير الأنصاري، وكان يسكن دمشق أخبره " أن الملك جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ قال: "فقلت ما أنا بقارئ" .

                                        فعاد إلى مثل ذلك , ثم أرسلني، فقال: اقرأ فقلت: "ما أنا بقارئ" فعاد إلى مثل ذلك , ثم أرسلني فقال لي اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق قال محمد بن النعمان: فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك " قال ابن شهاب: فسمعت عروة بن الزبير، يقول: قالت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: " فرجع إلى خديجة يرجف فؤاده , فقال: "زملوني زملوني" فزمل، فلما سري عنه قال لخديجة: "لقد أشفقت على نفسي" قالت خديجة: أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصدق الحديث، وتصل الرحم؛ انطلق بنا فانطلقت خديجة إلى ورقة بن نوفل، وكان رجلا قد تنصر شيخا أعمى يقرأ الإنجيل بالعربية، فقالت له خديجة: أي ابن عم، اسمع من ابن أخيك.

                                        فقال له [ ص: 140 ] ورقة: ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ورقة هذا الناموس الذي أنزل الله تعالى على موسى، ياليتني أكون كذا حين يخرجك قومك.

                                        فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أمخرجي هم؟" قال: نعم , لم يأت رجل بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا.


                                        قال ابن شهاب، سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن يقول: أخبرني جابر بن عبد الله الأنصاري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ثم فتر الوحي عني فبينما أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري قبل السماء فإذا الملك الذي كان يجيئني قاعد على كرسي بين السماء والأرض فجئثت منه فرقا حتى هويت إلى الأرض فجئت إلى أهلي فقلت لهم زملوني فزملوني فأنزل الله عز وجل يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر قال أبو سلمة: الرجز: الأوثان.

                                        قال: ثم جاء الوحي بعد وتتابع
                                        [ ص: 141 ] رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير إلا أنه لم يذكر قول محمد بن النعمان، وزاد في أول حديث عروة عن عائشة ما رويناه عن معمر عن الزهري.

                                        وزاد في آخره: ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي , ثم ذكر حديث أبي سلمة عن جابر بن عبد الله، وقال في آخره: ثم حمي الوحي وتتابع ورواه مسلم عن عبد الملك بن شعيب بن الليث عن أبيه عن جده.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية