الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان قال: أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، قال: حدثنا أبو إسماعيل الترمذي ح وأخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد، واللفظ له قال: أخبرنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل أبو إسماعيل الترمذي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن الضحاك الزبيدي، قال: حدثنا عمرو بن الحارث، عن عبد الله بن سالم الأشعري، عن الزبيدي محمد بن الوليد بن عامر، قال: حدثنا الوليد بن عبد الرحمن، أن جبير بن نفير، قال: حدثنا شداد بن أوس قال: قلنا: يا رسول الله، كيف أسري بك؟ قال: " صليت لأصحابي صلاة العتمة بمكة معتما، وأتاني جبريل عليه السلام بدابة بيضاء فوق الحمار ودون البغل، فقال: اركب فاستصعبت علي، فدارها بأذنها، ثم حملني عليها، فانطلقت تهوي بنا: يقع حافرها حيث أدرك طرفها حتى بلغنا أرضا ذات نخل [ ص: 356 ] فأنزلني، فقال: صل.

                                        فصليت، ثم ركبنا , فقال: أتدري أين صليت؟ " قلت: "الله أعلم" قال: صليت بيثرب، صليت بطيبة، فانطلقت تهوى بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها، ثم بلغنا أرضا فقال: انزل، فنزلت، ثم قال: صل، فصليت، ثم ركبنا، فقال: أتدري أين صليت؟ قلت: "الله أعلم" قال: صليت بمدين، صليت عند شجرة موسى عليه السلام، ثم انطلقت تهوى بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها، ثم بلغنا أرضا بدت لنا قصور، فقال: انزل فنزلت فقال: صل فصليت، ثم ركبنا قال: أتدري أين صليت؟ قلت "الله أعلم" .

                                        قال: صليت ببيت لحم، حيث ولد عيسى - عليه السلام - المسيح ابن مريم، ثم انطلق بي حتى دخلنا المدينة من بابها اليماني، فأتى قبلة المسجد، فربط به دابته، ودخلنا المسجد من باب فيه تميل الشمس والقمر، فصليت من المسجد حيث شاء الله، وأخذني من العطش أشد ما أخذني، فأتيت بإناءين في أحدهما لبن، وفي الآخر عسل، أرسل إلي بهما جميعا، فعدلت بينهما , ثم هداني الله عز وجل فأخذت اللبن فشربت حتى قرعت به جبيني، وبين يدي شيخ متكئ على مثراة له فقال: أخذ صاحبك الفطرة إنه ليهدى، ثم انطلق بي حتى أتينا الوادي الذي في المدينة، فإذا جهنم تنكشف عن مثل الزرابي، قلت: يا رسول الله كيف وجدتها؟ قال: مثل الحمة السخنة، ثم انصرف بي فمررنا بعير لقريش بمكان كذا وكذا قد أضلوا بعيرا لهم فجمعه فلان، فسلمت عليهم، فقال: بعضهم هذا صوت محمد، ثم أتيت أصحابي قبل الصبح بمكة، فأتاني أبو بكر رضي الله عنه، فقال: يا رسول الله، أين كنت الليلة فقد التمستك في مكانك.

                                        فقال: علمت أني أتيت بيت المقدس الليلة؟ فقال: يا رسول الله، إنه مسيرة شهر فصفه لي قال: ففتح لي صراط كأني أنظر فيه لا يسلني عن شيء إلا أنبأته [ ص: 357 ] عنه قال أبو بكر: أشهد أنك رسول الله، فقال: المشركون: انظروا إلى ابن أبي كبشة يزعم أنه أتى بيت المقدس الليلة قال: فقال: إن من آية ما أقول لكم أني مررت بعير لكم بمكان كذا وكذا قد أضلوا بعيرا لهم، فجمعه فلان، وإن مسيرهم ينزلون بكذا , ثم بكذا، ويأتونكم يوم كذا وكذا، يقدمهم جمل آدم عليه مسح أسود، وغرارتان سوداوان، فلما كان ذلك اليوم أشرف الناس ينتظرون حتى كان قريبا من نصف النهار حتى أقبلت العير يقدمهم ذلك الجمل الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم "
                                        هذا إسناد صحيح وروي ذلك مفرقا في أحاديث غيره، ونحن نذكر من ذلك إن شاء الله تعالى ما حضرنا.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية