الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 370 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل، ببغداد قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري، وإسماعيل بن محمد الصفار من فيهما، قالا: حدثنا سعدان بن نصر، قال: حدثنا محمد بن عبد الله، عن ابن عون قال: أنبأنا القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها أنها، قالت: "من زعم أن محمدا رأى ربه عز وجل فقد أعظم الفرية على الله - عز وجل - ولكن رأى جبريل عليه السلام مرتين في صورته وخلقه، سادا ما بين الأفق" رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن عبد الله بن أبي الثلج عن محمد بن عبد الله الأنصاري.

                                        قلت: فالمرة الأولى التي رآه هي المذكورة فيما كتبنا من سورة النجم، وقد روينا أنها نزلت بعدما هاجر عثمان بن عفان، وعثمان بن مظعون وأصحابهما إلى أرض الحبشة في الهجرة الأولى، فلما قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة وسجد وسجد المسلمون والمشركون وبلغهم الخبر رجعوا، ثم هاجروا الهجرة الثانية مع جعفر بن أبي طالب، وذلك كان قبل المسرى بسنتين , [ ص: 371 ] ثم رآه في المرة الثانية ليلة أسري به عند سدرة المنتهى في صورته التي هي صورته، وهو قول الله عز وجل ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى، إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى ويحتمل أن السورة نزلت في الوقت الذي هو مشهور عند أهل المغازي غير هذه الآيات، ثم نزلت هذه الآيات في رؤيته إياه نزلة أخرى بعد المسرى فألحقت بالسورة والله أعلم.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية