الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري، قال: حدثنا [ ص: 125 ] أبو أسامة، قال: حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أسامة بن زيد، عن زيد بن حارثة قال: " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مردفي إلى نصب من الأنصاب فذبحنا له شاة ووضعناها في التنور حتى إذا نضجت استخرجناها فجعلناها في سفرتنا، ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير وهو مردفي في أيام الحر من مكة حتى إذا كنا على الوادي لقي فيه زيد بن عمرو بن نفيل، فحيا أحدهما الآخر بتحية الجاهلية، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مالي أرى قومك قد شنفوك؟" قال: أما والله إن ذلك مني لغير ثائرة كانت مني إليهم، ولكني أراهم على ضلالة، فخرجت أبتغي هذا الدين حتى قدمت على أحبار يثرب فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به.

                                        فقلت: ما هذا بالدين الذي أبتغي.

                                        فخرجت حتى قدمت على أحبار أيلة فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به، فقلت: ما هذا بالدين الذي أبتغي.

                                        فقال لي حبر من أحبار أهل الشام: إنك تسأل عن دين ما نعلم أحدا يعبد الله به إلا شيخا بالجزيرة.

                                        فخرجت حتى قدمت عليه فأخبرته بالذي خرجت له، فقال: إن كل من رأيت في ضلالة، إنك تسأل عن دين هو دين الله ودين ملائكته، وقد خرج في أرضك نبي أو هو خارج، يدعو إليه، ارجع إليه وصدقه واتبعه وآمن بما جاء به.

                                        فرجعت فلم أختبر شيئا بعد وأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم البعير الذي كان تحته، ثم قدمنا إليه السفرة التي [ ص: 126 ] كان فيها الشواء، فقال: ما هذه؟ فقلنا: هذه شاة ذبحناها لنصب كذا وكذا، فقال: إني لا آكل ما ذبح لغير الله، قال: ومات زيد بن عمرو بن نفيل قبل أن يبعث، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأتي يوم القيامة أمة وحده".


                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية