الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        وأخبرنا أبو الحسن، علي بن أحمد بن عبدان قال: أخبرنا أحمد بن عبيد [ ص: 362 ] الصفار، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي، قال: حدثنا أبو علي بن مقلاص، قال: حدثنا عبد الله بن وهب بن مسلم أبو محمد القرشي قال: حدثني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن هاشم بن عتبة ابن أبي وقاص، عن أنس بن مالك قال: لما جاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبراق فكأنها أمرت ذنبها، فقال: لها جبريل: مه يا براق فوالله إن ركبك مثله، وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو بعجوز على جانب الطريق فقال: "ما هذه يا جبريل؟" قال: سر يا محمد، فسار ما شاء الله أن يسير فإذا شيء يدعوه متنحيا عن الطريق يقول: هلم يا محمد، فقال له جبريل: سر يا محمد، فسار ما شاء الله أن يسير قال: فلقيه خلق من الخلق، فقالوا: السلام عليك يا أول، السلام عليك يا آخر، السلام عليك يا حاشر، فقال له جبريل: اردد السلام يا محمد، فرد السلام، ثم لقيه الثانية، فقال له: مثل مقالته الأولى، ثم الثالثة كذلك حتى انتهى إلى بيت المقدس، فعرض عليه الماء والخمر واللبن فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم اللبن فقال له جبريل: أصبت الفطرة، ولو شربت الماء لغرقت وغرقت أمتك، ولو شربت الخمر لغويت وغويت أمتك، ثم بعث له آدم فمن دونه من الأنبياء عليهم السلام فأمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة، ثم قال له جبريل: أما العجوز التي رأيت على جانب الطريق فلم يبق من الدنيا إلا ما بقي من عمر تلك العجوز، وأما الذي أراد أن تميل إليه، فذلك عدو الله إبليس، أراد أن تميل إليه.

                                        وأما الذين سلموا عليك فإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام ".


                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية