الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 342 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن قرقوب التمار بهمذان، قال: حدثنا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، قال: حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري.

                                        (ح) وأخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، ما لا أحصي، عن ابن المسيب، عن أبيه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل بن هشام، وعبد الله بن أبي أمية قال: فقال له النبي [ ص: 343 ] صلى الله عليه وسلم : " يا عم قل: لا إله إلا الله، أحاج لك بها عند الله "، وقال أبو جهل، وعبد الله بن أبي أمية: أي أبا طالب، أترغب عن ملة عبد المطلب قال: فكان آخر كلمة أن قال: على ملة عبد المطلب قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لأستغفرن لك ما لم أنه عنك" قال: فنزلت ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين إلى وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه قال: لما مات وهو كافر، ونزلت إنك لا تهدي من أحببت ، لفظ حديث معمر، وفي رواية شعيب قال: جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، وزاد: فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه، ويعاندانه بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله، ثم ذكر الباقي بمعناه إلا أنه قال: فأنزل الله عز وجل، وقال في الآية الأخرى، وأنزل الله تعالى في أبي طالب، فقال لرسوله صلى الله عليه وسلم ولم يذكر قوله لما مات وهو كافر [ ص: 344 ] .

                                        رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم ومحمود.

                                        ورواه مسلم عن إسحاق القاضي، وعبد بن حميد، كلهم عن عبد الرزاق.

                                        ورواه البخاري عن أبي اليمان.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية