الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قال: أخبرنا حاجب بن أحمد، قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحيم بن منيب، حدثنا النضر بن شميل قال: أخبرنا عوف، قال: حدثنا زرارة بن أوفى قال: قال ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما كانت ليلة أسري بي , ثم أصبحت بمكة فظعت بأمري، وعلمت أن الناس يكذبونني قال: فقعد معتزلا حزينا، فمر به أبو جهل عدو الله، فجاء فجلس فقال: كالمستهزئ: هل كان من شيء؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم" ، فقال: ما هو؟ قال: "إني أسري بي الليلة" ، فقال: إلى أين؟ قال: "إلى بيت المقدس" قال: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال: "نعم" قال: فلم يرأ بكذبه مخافة أن يجحده الحديث، إذا دعا قومه قال: أرأيت إن دعوت إليه قومك أتحدثهم بما حدثتني؟ قال: "نعم" ، فقال أبو جهل: يا معشر بني كعب بن لؤي هلم قال: فانفضت المجالس فجاؤوا حتى جلسوا إليهما، فقال أبو جهل: حدث قومك ما حدثتني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني أسري بي الليلة" قالوا: إلى أين؟ قال: "إلى بيت المقدس" ، قالوا: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم" قال: "فمن بين مصفق، وواحد واضع يده على رأسه مستعجب للكذب زعم" قال: "وفي القوم من قد سافر إلى ذلك البلد ورأى [ ص: 364 ] المسجد" ، فقال: هل تستطيع أن تنعت لنا المسجد؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فذهبت أنعت فما زلت حتى التبس علي بعض النعت" قال: " فجيء بالمسجد حتى وضع دون دار عقيل أو عقال قال: فنعته وأنا أنظر إليه " وقد كان مع هذا حديث لم يحفظه عوف قال: فقالوا: أما النعت فقد والله أصاب وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال: أخبرنا أحمد بن عبيد، قال: حدثنا تمتام، قال: حدثنا هوذة، قال: حدثنا عوف، عن زرارة بن أبي أوفى، عن ابن عباس، بهذا الحديث.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية