الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الحسين، قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا الحارث بن عبيد الإيادي، عن أبي عمران [ ص: 369 ] الجوني، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بينا أنا جالس إذ جاء جبريل عليه السلام، فوكز بين كتفي فقمت" - يعني - إلى شجرة فيها مثل وكري الطير، "فقعد جبريل في أحدهما وقعدت في الآخر، فسمت وارتفعت حتى سدت الخافقين، وأنا أقلب طرفي، فلو شئت أن أمس السماء لمسست" فالتفت إلى جبريل فإذا هو كأنه حلس، فعرفت فضل علمه بالله علي، ففتح لي باب من أبواب السماء ورأيت النور الأعظم، وإذا دوني حجاب رفرف الدر والياقوت، فأوحى إلي ما شاء أن يوحي " وقال غيره: في هذا الحديث في آخره، ولط دوني الحجاب رفرف الدر والياقوت.

                                        هكذا رواه الحارث بن عبيد، ورواه حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن محمد بن عمير بن عطارد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في ملأ من أصحابه فجاءه جبريل، فنكت في ظهره، فذهب به إلى الشجرة فيها مثل وكري الطير، فقعد في أحدهما، وقعد جبريل في الآخر فتسامت بنا حتى بلغت الأفق، فلو بسطت يدي إلى السماء لنلتها، فدلى بسبب، وهبط النور، فوقع جبريل مغشيا عليه كأنه حلس، فعرفت فضل خشيته على خشيتي، فأوحي إلي: نبيا ملكا أو نبيا عبدا؟ أو إلى الجنة ما أنت؟ فأومأ إلي جبريل وهو مضطجع أن تواضع قال: قلت: لا، بل نبيا عبدا.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية