الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 160 ] باب من تقدم إسلامه من الصحابة رضي الله عنهم، وما ظهر لأبي بكر من آياته، وما سمع طلحة من قول الراهب، وما ظهر لابن مسعود من آياته، وما رأى خالد بن سعيد في منامه، وغير ذلك

                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق قال: وكانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله وصدق بما جاء به قال: ثم إن جبريل عليه السلام أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افترضت عليه الصلاة فهمز له بعقبه في ناحية الوادي فانفجرت له عين من ماء مزن فتوضأ جبريل ومحمد عليهما السلام، ثم صليا ركعتين وسجدا أربع سجدات , ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم قد أقر الله عينه وطابت نفسه وجاءه ما يحب من الله فأخذ بيد خديجة حتى أتى بها العين فتوضأ كما توضأ جبريل , ثم ركع ركعتين وأربع سجدات هو وخديجة، ثم كان هو وخديجة يصليان سرا .

                                        [ ص: 161 ] قال ابن إسحاق: ثم إن علي بن أبي طالب رضي الله عنه جاء بعد ذلك بيوم فوجدهما يصليان، فقال علي رضي الله عنه: ما هذا يا محمد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دين الله الذي اصطفى لنفسه، وبعث به رسله فأدعوك إلى الله وحده لا شريك له وإلى عبادته وكفر باللات والعزى.

                                        فقال علي: هذا أمر لم أسمع به قبل اليوم فلست بقاض أمرا حتى أحدث به أبا طالب، وكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفشي عليه سره قبل أن يستعلن أمره، فقال له: "يا علي إذا لم تسلم فاكتم" .

                                        فمكث علي تلك الليلة، ثم إن الله تبارك وتعالى أوقع في قلب علي رضي الله عنه الإسلام، فأصبح غاديا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءه، فقال: ما عرضت علي يا محمد؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وتكفر باللات والعزى، وتبرأ من الأنداد" ففعل علي، وأسلم فمكث علي يأتيه على خوف من أبي طالب، وكتم علي إسلامه ولم يظهره، وأسلم ابن حارثة، فمكثا قريبا من شهر، يختلف علي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مما أنعم الله على علي أنه كان في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام
                                        ".

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية