الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 101 ] ذكر حديث قس بن ساعدة الإيادي.

                                        أخبرنا أبو سعد سعيد بن محمد بن أحمد الشعيثي رحمه الله، قال: حدثنا أبو عمرو بن أبي طاهر المحمدآباذي لفظا، قال: حدثنا أبو لبابة محمد بن المهدي الأبيوردي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سعيد بن هبيرة، قال: حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أنس بن مالك قال: قدم وفد إياد على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما فعل قس بن ساعدة الإيادي؟" قالوا: هلك.

                                        قال: "أما إني سمعت منه كلاما ما أرى أني أحفظه" .

                                        فقال بعض القوم: نحن نحفظه يا رسول الله، فقال: هاتوا.

                                        قال: فقال قائلهم: إنه وقف بسوق عكاظ، فقال: يا أيها الناس، استمعوا واسمعوا وعوا كل من عاش مات، وكل من [ ص: 102 ] مات فات، وكل ما هو آت آت.

                                        ليل داج، وسماء ذات أبراج، ونجوم تزهر، وبحار تزخر، وجبال مرساة، وأنهار مجراة.

                                        إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا، أرى الناس يمرون ولا يرجعون، أرضوا بالإقامة فأقاموا؟ أم تركوا فناموا؟ ثم أنشأ يقول: يقسم قس قسما بالله لا إثم فيه: إن لله تعالى دينا هو أرضى مما أنتم عليه، ثم أنشأ يقول:


                                        في الذاهبين الأولين من القرون لنا بصائر     لما رأيت مواردا
                                        للموت ليس لها مصادر     ورأيت قومي نحوها
                                        يمضي الأكابر والأصاغر     أيقنت أني لا محالة
                                        حيث صار القوم صائر"

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية