الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو الفضل بن إبراهيم قال [ ص: 387 ] : حدثنا أحمد بن سلمة، قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر، عن الزهري قال: أخبرني سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم حين أسري به: " لقيت موسى، فنعته فإذا رجل - حسبته قال: - مضطرب رجل الرأس، كأنه من رجال شنوءة قال: ولقيت عيسى فنعته النبي صلى الله عليه وسلم قال: ربعة أحمر كإنما خرج من ديماس يعني: حمام قال: ورأيت إبراهيم، وأنا أشبه ولده به قال: وأتيت بإناءين في أحدهما لبن وفي الآخر خمر قيل لي: خذ أيهما شئت، فأخذت اللبن، فشربت فقيل لي: هديت الفطرة - أو أصبت الفطرة - أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك " رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع.

                                        ورواه البخاري عن محمود، عن عبد الرزاق وفي الحديث الصحيح عن سليمان التيمي، وثابت البناني، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أتيت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر، وهو قائم يصلي في قبره.

                                        وروينا في الحديث الصحيح عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا موسى قائم يصلي، وذكر إبراهيم وعيسى ووصفهم، ثم قال: فجاءت الصلاة فأممتهم [ ص: 388 ] .

                                        وروينا في حديث ابن المسيب أنه لقيهم في بيت المقدس.

                                        وروينا في حديث أنس أنه بعث له آدم فمن دونه من الأنبياء عليهم السلام فأمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة.

                                        وروينا في الحديث الصحيح، عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة، وعن أنس، عن أبي ذر، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى موسى بن عمران في السماء السادسة.

                                        وليس بين هذه الأخبار منافاة، فقد يراه في مسيره وإنما يصلي في قبره لم يسر به إلى بيت المقدس كما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم فيراه في السماء وكذلك سائر من رآه من الأنبياء، في الأرض , ثم في السماء، والأنبياء صلوات الله عليهم أحياء عند ربهم كالشهداء فلا ينكر حلولهم في أوقات بمواضع مختلفات كما ورد خبر الصادق به.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية