الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 181 ] باب ما رد أبو لهب على النبي صلى الله عليه وسلم حين دعاهم إلى الإيمان وما أنزل الله تعالى فيه من القرآن، وقطع بأنه يصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد، فلم يسلم واحد منهما حتى صار الخبر بقضية الإسلام صدقا ولا يقطع بمثل ذلك إلا من عرفه حقا، ولا سبيل للبشر إلى معرفته إلا عن وحي

                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن نمير، وأبو أسامة، وأخبرنا أبو عبد الله قال: أخبرني أبو بكر محمد بن أحمد بن يحيى المتكلم، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي، قال: حدثنا أبو همام، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما نزلت: وأنذر عشيرتك الأقربين ، ورهطك منهم المخلصين، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف: "يا صباحاه" .

                                        قالوا: من هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمد، فاجتمعوا إليه قال: "أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟" قالوا: ما جربنا عليك كذبا.

                                        قال: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد" .

                                        قال: أبو لهب: تبا لك، أما جمعتنا إلا لهذا؟
                                        ثم قام.

                                        فنزلت هذه السورة: تبت يدا أبي لهب [ ص: 182 ] وتب إلى آخر السورة.


                                        لفظ حديث أبي همام رواه مسلم في الصحيح عن أبي كريب، وقال: وقد تب كذا قرأ الأعمش.

                                        ورواه البخاري عن يوسف بن موسى، عن أبي أسامة.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية