الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو عبد الله، قال: حدثنا أبو العباس، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا يونس عن ابن إسحاق قال: حدثني إسماعيل بن أبي حكيم مولى الزبير , أنه حدث عن خديجة بنت خويلد أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما تثبته - فيما [ ص: 152 ] أكرمه الله تعالى به من نبوته: " يا ابن عم، تستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك؟ فقال: نعم , فقالت: إذا جاءك فأخبرني.

                                        فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندها إذ جاء جبريل، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا خديجة هذا جبريل" .

                                        فقالت: أتراه الآن؟ قال: "نعم" .

                                        قالت: فاجلس إلى شقي الأيمن، فتحول فجلس، فقالت هل تراه الآن؟ قال: "نعم" .

                                        قالت فاجلس في حجري فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس.

                                        فقالت: هل تراه الآن؟ قال: "نعم" .

                                        فتحسرت رأسها فألقت خمارها ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في حجرها، فقالت هل تراه الآن؟ قال: "لا" .

                                        قالت: ما هذا شيطان إن هذا لملك يا ابن عم، فاثبت وأبشر، ثم آمنت به وشهدت أن الذي جاء به الحق ".


                                        قال ابن إسحاق: فحدثت عبد الله بن الحسن هذا الحديث، فقال: قد سمعت فاطمة بنت الحسين تحدث بهذا الحديث عن خديجة إلا أني سمعتها تقول: أدخلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بينها وبين درعها فذهب عند ذلك جبريل عليه السلام قلت: وهذا شيء كانت خديجة رضي الله عنها تصنعه تستثبت به الأمر احتياطا لدينها وتصديقها، فأما النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان قد وثق بما قال له جبريل وأراه من الآيات التي ذكرناها مرة بعد أخرى وما كان من تسليم الشجر والحجر عليه، وما كان من إجابة الشجر لدعائه وذلك بعدما كذبه قومه وشكاهم إلى جبريل عليه السلام فأراد أن يطيب قلبه.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية