الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب قال: سمعت ابن المسيب يقول: إن رسول الله [ ص: 360 ] صلى الله عليه وسلم حين انتهى إلى بيت المقدس لقي فيه: إبراهيم، وموسى، وعيسى عليهم السلام، وأنه أتي بقدحين: قدح لبن، وقدح خمر، فنظر إليهما، ثم أخذ قدح اللبن، فقال له جبريل: هديت الفطرة، لو أخذت الخمر لغوت أمتك، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة فأخبر أنه أسري به فافتتن ناس كثير كانوا قد صلوا معه.

                                        قال ابن شهاب: قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: فتجهز ناس من قريش إلى أبي بكر فقالوا له: هل لك في صاحبك؟ يزعم أنه قد جاء بيت المقدس، ثم رجع إلى مكة في ليلة واحدة، فقال أبو بكر: أوقال ذلك؟ قالوا: نعم.

                                        قال: فأشهد، لئن كان قال ذلك لقد صدق.

                                        قالوا: فتصدقه بأن يأتي الشام في ليلة واحدة، ثم يرجع إلى مكة قبل أن يصبح؟ قال: نعم , إني أصدقه بأبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء.


                                        قال أبو سلمة: فبها سمي أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

                                        قال أبو سلمة: فسمعت جابر بن عبد الله يحدث أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لما كذبتني قريش حين أسري بي إلى بيت المقدس قمت في الحجر فجلى الله عز وجل لي بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن آياته، وأنا أنظر إليه.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية