الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 120 ] ذكر حديث زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل، وما في حديثهما من آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                        أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان قال، أخبرنا أحمد بن [ ص: 121 ] عبيد الصفار، [قال]: حدثنا أبو سعيد السكري، قال: حدثنا إسماعيل.

                                        (ح) وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثني علي بن حمشاذ العدل، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا إسماعيل بن مسعود الجحدري، ومحمد بن عبد الله بن بزيع، قالا: حدثنا الفضيل بن سليمان، قال: حدثنا موسى بن عقبة قال: حدثني سالم، عن ابن عمر قال: " لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح، وذلك قبل [ ص: 122 ] أن ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي.

                                        فقدمت إليه سفرة فأبى زيد أن يأكل منها.

                                        وقال زيد: إنا لا نأكل مما تذبحون على أنصابكم.

                                        ولا نأكل إلا مما ذكر اسم الله عليه، وإن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم، ويقول: الشاة خلقها الله تعالى، وأنزل لها من السماء ماء، وأنبت لها من الأرض، ثم تذبحونها على غير اسم الله تعالى؟ إنكارا لذلك، وإعظاما له "
                                        رواه البخاري في الصحيح، عن محمد بن أبي بكر، عن فضيل بن سليمان.

                                        قال البخاري: وقال موسى بن عقبة قال: حدثني سالم بن عبد الله فذكر الحديث الذي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني أبو أحمد الحافظ قال: حدثني أحمد بن محمد بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن دينار، عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله، ولا أعلمه إلا عن أبيه " أن زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشام يسأل عن الدين ويتبعه، فلقي عالم اليهود، فسأله عن دينه، فقال: إني لعلي أن أدين بدينكم [ ص: 123 ] ، فأخبروني عن دينكم، وقال له اليهودي: إنك لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله تعالى.

                                        قال: ما أفر إلا من غضب الله، وما أحمل من غضب الله شيئا أبدا، ولا أستطيع فهل تدلني على دين ليس فيه هذا؟ قال: ما أعلم إلا أن تكون حنيفا.

                                        قال: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم عليه السلام، لم يكن يهوديا ولا نصرانيا، وكان لا يعبد إلا الله، فخرج من عندهم فسأل عن عالم النصارى، فقال: لعلي أن أدين بدينكم، فأخبروني عن دينكم.

                                        قال: إنك لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله، فقال: لا أحمل من لعنة الله شيئا أبدا.

                                        وأنا أستطيع، فهل تدلني على دين ليس فيه هذا؟ قال: ما أعلم إلا أن تكون حنيفا.

                                        قال: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم، لم يكن يهوديا ولا نصرانيا، ولكن كان حنيفا مسلما.

                                        فخرج من عندهم وقد رضي بما أخبروه، واتفقوا عليه من شأن إبراهيم.

                                        فلما برز رفع يديه إلى الله تعالى، وقال: إني أشهدك أني على دين إبراهيم ".

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية