الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 163 ] 624 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من جوابه لمن قال له بعد قوله من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة : وإن زنى وإن سرق ؟ وبقوله له : وإن زنى وإن سرق .

3994 - حدثنا أبو أمية وفهد ، قالا : حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا الأعمش ، قال : حدثنا زيد بن وهب ، قال : حدثنا والله أبو ذر بالربذة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتاني جبريل صلى الله عليه وسلم فأخبرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله عز وجل شيئا دخل الجنة ، قلت : يا رسول الله وإن زنى وإن سرق ؟ قال : وإن زنى وإن سرق .

[ ص: 164 ]

3995 - وحدثنا أبو أمية وفهد ، قالا : حدثنا عمر بن حفص ، قال : حدثنا أبي ، عن الأعمش ، قال : حدثني أبو صالح .

عن أبي الدرداء نحوه قال : قلت : يا رسول الله وإن زنى وإن سرق ؟ قال : وإن زنى وإن سرق وإن رغم أنف أبي الدرداء .

وحدثنا أبو أمية وفهد ، قالا : حدثنا عمر بن حفص ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا الأعمش قال : قلت لزيد بن وهب يعني لما حدثه الحديث الذي ذكرناه في أول هذا الباب أنه بلغني أنه أبو الدرداء فقال : أشهد لحدثنيه أبو ذر بالربذة .

3996 - وحدثنا بكار بن قتيبة ، قال : حدثنا أبو داود ( ح ) وحدثنا محمد بن خزيمة ، قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم الأزدي ، قالا : حدثنا هشام بن أبي عبد الله ، عن حماد ، عن زيد بن وهب .

عن أبي ذر - قال حماد ما بيني وبين أبي ذر غيره - قال : [ ص: 165 ] انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو الغرقد وانطلقت معه ، ثم ذكر مثل الحديث الأول سواء .

3997 - حدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا روح بن عبادة ، عن حاتم بن أبي صغيرة ، قال : حدثنا حبيب بن أبي ثابت أن أبا سليمان الجهني حدثه ، قال : حدثني أبو ذر ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر مثله .

3998 - حدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا عبد الله بن بكر السهمي وعبيد الله بن موسى العبسي ، قالا : حدثنا مهدي بن ميمون ، عن واصل الأحدب ، عن المعرور بن سويد .

عن أبي ذر ، ثم ذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله غير أنه قال : أتاني [ ص: 166 ] آت من ربي عز وجل ولم يذكر جبريل صلى الله عليه وسلم .

3999 - وحدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا الحسن بن موسى الأشيب ، قال : حدثنا شيبان يعني النحوي ، عن منصور بن المعتمر ، عن سالم بن أبي الجعد .

عن سلمة بن نعيم وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من لقي الله عز وجل لا يشرك به شيئا دخل الجنة وإن زنى وإن سرق .

4000 - وحدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا أبو عمر الحوضي ، قال : حدثنا مرجى بن رجاء ، عن محمد بن الزبير ، عن رجاء بن حيوة ، عن أم الدرداء .

عن أبي الدرداء ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال جبريل صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله دخل الجنة قال : قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ قال : [ ص: 167 ] وإن زنى وإن سرق .

4001 - حدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي ، قال : حدثنا أبو المليح ، عن يزيد بن يزيد ، عن يزيد بن الأصم .

عن أبي هريرة رضي الله عنه ولمن خاف مقام ربه جنتان قال : يا رسول الله وإن زنى وإن سرق ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وإن زنى وإن سرق ، وإن رغم أنف أبي هريرة .

4002 - وحدثنا أحمد بن داود ، قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى القطان ، قال : حدثنا نعيم بن حكيم ، قال : حدثني أبو مريم ، قال : سمعت أبا الدرداء يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من شهد أن لا إله إلا الله أو مات لا يشرك بالله عز وجل شيئا دخل الجنة أو لم يدخل النار ، قال : قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ قال : وإن زنى وإن سرق وإن رغم أنف أبي الدرداء .

[ ص: 168 ]

4003 - حدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا روح بن عبادة ، قال : حدثنا حماد ، قال : أخبرنا أبو عمران ، عن أبي بكر بن أبي موسى .

عن أبيه أبي موسى أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من قومه فقال : أبشروا وبشروا من وراءكم أنه من قال لا إله إلا الله صادقا بها دخل الجنة ، فخرجوا يبشرون الناس فلقيهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فبشروه فردهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من ردكم ؟ فقالوا ردنا عمر فقال : لم رددتهم يا عمر ؟ قال : إذا يتكل الناس يا رسول الله .

وفيما ذكرنا في الباب الذي قبل هذا الباب ما يغني عن الكلام في هذا الباب غير أنا نأتي في هذا الباب بمعنى فيه توكيد ما جئنا به في ذلك الباب إن شاء الله وهو أنه إذا كان من قال لا إله إلا الله قد قالها عارفا بما يجب على أهلها فقد قالها وهو عارف بمقام الله عز وجل وبما يرجوه أهلها عند خوفهم خلافه والخروج عن أمره وفي ذلك ما يدل على أن حال الزنى وحال السرقة اللذين كانا منه قد زال عنهما إلى ضدهما على ما قد ذكرنا في ذلك في الباب الأول ، ودل على ذلك أيضا ما في حديث أبي موسى الذي ذكرناه في هذا [ ص: 169 ] الباب أنه من قال لا إله إلا الله صادقا بها وكان معنى قوله صادقا بها والله أعلم أي موفيا لها حقها ، وقد ذكرنا في هذا الباب أيضا حديث يزيد بن الأصم ، عن أبي هريرة : ولمن خاف مقام ربه جنتان وقد كان الباب الأول أولى به ، فذهب عنا ذكره هناك فذكرناه هاهنا ; لأن البابين جميعا من جنس واحد .

وقد سأل سائل عن معنى قول الله فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ما قيل في ذلك ؟

فكان جوابنا له في ذلك ، والله عز وجل نسأله التوفيق : أن الذي وجدناه عن المتقدمين فيه .

ما قد حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا أبو عاصم ، عن سفيان ، عن إبراهيم بن مهاجر .

عن مجاهد فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات قال : الإيمان مكان الكفر والذي وجدناه مما يقوله أهل العربية فيه أن ذلك على الحذف وأنه بمعنى أولئك الذين يبدل الله مكان سيئاتهم حسنات ، فحذف كمثل قوله عز وجل : واسأل القرية التي كنا فيها بمعنى واسأل أهل القرية التي كنا فيها ، فحذف ذكر أهل القرية وهم المرادون ، والله أعلم وبه التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية