الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          62 - (د ق) : أحمد بن عبد الله بن ميمون بن العباس بن الحارث الغطفاني التغلبي أبو الحسن بن أبي الحواري الدمشقي [ ص: 370 ] الزاهد ، كوفي الأصل .

                                                                          روى عن : إبراهيم بن أيوب الحوراني الزاهد ، وأحمد بن ثعلبة العاملي ، وأحمد بن حجر الجزري ، وأحمد بن صاعد الصوري ، وأحمد بن محمد بن حنبل ، وأحمد بن معاوية بن وديع المذحجي ، وإسحاق بن خلف الزاهد ، وإسحاق بن عيسى القشيري ابن بنت داود بن أبي هند ، وإسماعيل ابن علية ، وأبي خزيمة بكار بن شعيب العبدي ، وبكار بن عبد الله بن بكار القرشي البسري ، وحفص بن غياث النخعي ، وأبي أسامة حماد بن أسامة ، ورواد بن الجراح العسقلاني ، وزكريا بن إبراهيم الخصاف ، وزهير بن عباد الرؤاسي ، وسفيان بن عيينة ، وسليم بن مطير (د) ، وسليمان بن أبي سليمان الداراني ، وسلام بن سليمان المدائني ، وعبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان المقرئ ، وهو من أقرانه ، وعبد الله بن إدريس ، وعبد الله بن نمير الهمداني (ق) ، وعبد الله بن وهب المصري ، وأبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني ، وأبي سليمان عبد الرحمن بن أحمد بن عطية الداراني ، وعبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، وعبد العزيز بن عمير الدمشقي ، وعبد الواحد بن جرير العطار ، وعلي بن حمزة الكسائي المقرئ ، وعمرو بن أبي سلمة التنيسي ، وعيسى بن خالد اليمامي ، وأبي بكر محمد بن توبة الطرسوسي ، وأبي جعفر محمد بن حاتم ، وأبي معاوية محمد بن خازم الضرير ، ومحمد بن يوسف الفريابي ، ومروان بن محمد الطاطري (ق) ، والمضاء بن عيسى ، ووكيع بن الجراح ، والوليد بن مزيد العذري ، والوليد بن مسلم ، ويحيى بن معين ، ويزيد بن عبد الملك الجزري .

                                                                          [ ص: 371 ] روى عنه : أبو داود ، وابن ماجه ، وأبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن محمد البسري ، وأبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب المشغراني ، وأحمد بن سليمان بن زبان الكندي ، وأحمد بن عامر بن المعمر الأزدي ، وأبو العباس أحمد بن مسلمة العذري ، وإسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي ، وبقي بن مخلد الأندلسي ، وجعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي ، والحسن بن محمد بن بكار بن بلال ، وزياد بن أيوب الطوسي ، وهو من أقرانه ، وسعد بن محمد البيروتي ، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي ، وسليمان بن أيوب بن حذلم الأسدي ، وأبو بكر عبد الله بن أبي داود ، وعبد الله بن عتاب بن أحمد بن كثير ابن الزفتي ، وعبد الله بن هلال الدومي ، وعبد الرحمن بن إسحاق [ ص: 372 ] ابن إبراهيم ابن الضامدي ، وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ، وعبد الصمد بن عبد الله بن عبد الصمد الدمشقي ، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ، وعلي بن الحسين بن ثابت الزراري ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن إسحاق ابن الحريص ، ومحمد بن خريم بن مروان البزاز ، ومحمد بن العباس بن الوليد ابن الدرفس ، ومحمد بن عون بن الحسن الوحيدي ، ومحمد ابن الفيض الغساني ، وأبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، ومحمد بن المعافى بن أبي حنظلة الصيداوي ، وأبو بكر محمد بن يحيى السماقي ، ومحمد بن يزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقي ، وأبو جعفر محمد بن يعقوب بن حبيب الغساني ، ومحمود بن إبراهيم بن سميع صاحب كتاب " الطبقات " ، وأبو عصمة نوح بن هشام الجوزجاني .

                                                                          قال الحسن بن سفيان الشيباني : سمعت فياض بن زهير ، يقول : سمعت يحيى بن معين - وذكر أحمد بن أبي الحواري - فقال : أظن أهل الشام يسقيهم الله الغيث به .

                                                                          وقال أبو حاتم الرازي : حدثنا محمود بن خالد - وذكر أحمد بن أبي الحواري - فقال : ما أظنه بقي على وجه الأرض مثله .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سمعت أبي يحسن الثناء عليه ، ويطنب في مدحه .

                                                                          وقال أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي النيسابوري : [ ص: 373 ] أحمد بن أبي الحواري من قدماء مشايخ الشام ، تكلم في علوم المحبة والمعاملات ، وصحب أبا سليمان الداراني ، وأخذ طريقة الزهد من أبيه أبي الحواري ، ولأحمد ابن يقال له : عبد الله ، قد روى عن أبيه ، وكان من الزهاد أيضا .

                                                                          وقال أيضا : سمعت منصور بن عبد الله يقول : سمعت أبا جعفر الفرغاني يقول : كان الجنيد يقول : أحمد بن أبي الحواري ريحانة الشام .

                                                                          وقال أيضا : سمعت أبا بكر الرازي يقول : سمعت يوسف بن الحسين يقول : قال أحمد بن أبي الحواري : لما دلني أبي على أبي سليمان قال : يا بني اجتهد فيما آمرك ، ولا تكتم عني شيئا من أسرارك ، فصحبته ما صحبته حتى قال لي يوما : قد طلبت العلم وعرفته فاطلب من نفسك الإخلاص ، وإياك أن تطلب بالعلم غير الله فيمنعك ، قال : فأخذت كتبي كلها وغرقتها في البحر ، وأقبلت على العبادة ، فما زال أبو سليمان يرقى بي درجة درجة حتى قال لي : يا بني قد بلغت أوائل الزاهدين فاجتهد ، قال أحمد بن أبي الحواري : صحبت أبا سليمان طول ما صحبته فما انتفعت بكلمة أقوى علي وأهدى لرشدي وأدل على الطريق من هذه الكلمة ، قلت له في ابتداء أمري : أوصني ، فقال : أمستوص أنت ؟ قلت : نعم ، إن شاء الله ، قال : خالف نفسك في كل مراداتها ، فإنها الأمارة بالسوء ، وإياك أن تحقر أحدا من المسلمين ، واجعل طاعة الله دثارا ، والخوف منه شعارا ، والإخلاص زادا ، والصدق جنة ، واقبل مني هذه الكلمة الواحدة ، ولا تفارقها ، ولا تغفل عنها ، إنه من استحيى من الله عز وجل في كل أوقاته وأحواله وأفعاله ; بلغه إلى مقام الأولياء من عباده ، فجعلت هذه الكلمات [ ص: 374 ] أمامي ; ففي كل وقت أذكرها ، وأطالب نفسي بها .

                                                                          وقال أيضا : سمعت أبا أحمد الحافظ يقول : سمعت سعيد بن عبد العزيز الحلبي يقول : سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول : من عمل بلا اتباع سنة فباطل عمله .

                                                                          وبه قال : أفضل البكاء بكاء العبد على ما فاته من أوقاته على غير الموافقة ، أو بكاء على ما سبق له من المخالفة .

                                                                          وقال : ما ابتلى الله عبدا بشيء أشد من الغفلة والقسوة .

                                                                          وقال : من نظر إلى الدنيا نظر إرادة وحب لها ، أخرج الله نور اليقين والزهد من قلبه .

                                                                          قال أبو زرعة الدمشقي : حدثنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : قال لي أحمد بن حنبل : متى مولدك ؟ قلت : سنة أربع وستين - يعني ومائة - قال : وهي مولدي .

                                                                          قال أبو زرعة : ومات أحمد بن أبي الحواري مدخل رجب سنة ست وأربعين ومائتين .

                                                                          وقال عمرو بن دحيم : مولده سنة أربع وستين ومائة ، وتوفي يوم الأربعاء لثلاث ليال بقين من جمادى الآخرة سنة ست وأربعين ومائتين .

                                                                          وقال الحسن بن محمد بن بكار بن بلال : توفي سنة ست وأربعين ومائتين .

                                                                          وذكر أبو سليمان بن زبر : أنه مات في رجب سنة خمس وأربعين [ ص: 375 ] ومائتين ، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة ، والصحيح الأول .

                                                                          وقال أبو عبد الرحمن السلمي : أخبرني أحمد بن محمد بن الفضل ، قال : مات أحمد بن أبي الحواري سنة ثلاثين ومائتين ، قال أبو القاسم : هذا وهم وأهل الشام أعلم به .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية