الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          65 - أحمد بن عبد الجبار بن محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب بن زرارة التميمي العطاردي أبو عمر الكوفي .

                                                                          روى عن : حفص بن غياث ، وعبد الله بن إدريس ، وأبيه عبد الجبار بن محمد العطاردي ، وأبي معاوية محمد بن خازم الضرير عنده عنه " تفسيره " ، ومحمد بن فضيل بن غزوان ، ووكيع بن الجراح ، ويونس بن بكير الشيباني عنده عنه " مغازي " محمد بن إسحاق وأبي [ ص: 379 ] بكر بن عياش .

                                                                          روى عنه : أبو داود ، وأبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان النحوي ، وأبو بكر أحمد بن هشام بن حميد الحصري ، وأبو بكر أحمد بن هشام الأنماطي ، وأبو علي إسماعيل بن محمد الصفار ، والحسين بن إسماعيل المحاملي ، والحسين بن حميد بن الربيع اللخمي ، وحمزة بن محمد بن العباس الدهقان ، ورضوان بن أحمد بن جالينوس الصيدلاني ، وسعيد بن عبد الله المهراني ، وأبو جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم المعروف : بابن بريه الهاشمي ، وأبو بكر عبد الله بن أبي داود ، وعبد الله بن عروة الهروي ، وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا ، وأبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله بن يزيد الدقاق المعروف بابن السماك ، وعلي بن محمد بن عبيد الحافظ ، وعمر بن محمد بن بجير البجيري ، والقاسم بن زكريا المطرز ، ومحمد بن عبد الله بن سعيد المهراني ، ومحمد بن عبد الحميد الأستراباذي ، وأبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز ، ومحمد بن المنذر الهروي شكر ، وأبو العباس محمد بن يعقوب الأصم النيسابوري ، وميمون بن إسحاق البصري ، وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الإسفرائيني .

                                                                          قال عبد الرحمن بن أبي حاتم : كتبت عنه ، وأمسكت عن الرواية عنه لكثرة كلام الناس فيه .

                                                                          وقال محمد بن عبد الله الحضرمي : كان يكذب .

                                                                          [ ص: 380 ] وقال الحاكم أبو عبد الله الحافظ : ليس بالقوي عندهم ، تركه أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد - يعني ابن عقدة .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : رأيت أهل العراق مجمعين على ضعفه ، وكان أحمد بن محمد بن سعيد لا يحدث عنه لضعفه ، وذكر أن عنده عنه قمطرا ، على أنه لا يتورع أن يحدث عن كل أحد .

                                                                          قال أبو أحمد بن عدي : ولا يعرف له حديث منكر ، وإنما ضعفوه أنه لم يلق من يحدث عنهم .

                                                                          وقال أبو بكر الخطيب فيما أخبرنا أبو العز الشيباني عن أبي اليمن الكندي عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن صرما الصائغ عنه إذنا : قال لي بعض شيوخنا : إنما طعن على العطاردي من طعن عليه بأن قال : الكتب التي حدث منها كانت كتب أبيه ، فادعى سماعها معه ، فأخبرنا أبو سعيد الصيرفي ، حدثنا أبو العباس الأصم قال : سمعت أبا عبيدة السري بن يحيى ابن أخي هناد - وسأله أبي عن العطاردي - فقال : ثقة .

                                                                          وأخبرنا أبو سعد الماليني إجازة : أخبرنا عبد الله بن عدي ، حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان ، حدثني أبو بكر بن صدقة قال : سمعت أبا كريب يقول : قد سمع أحمد بن عبد الجبار من أبي بكر بن عياش .

                                                                          [ ص: 381 ] حدثني علي بن محمد بن نصر ، قال : سمعت حمزة بن يوسف يقول : سألت الدارقطني عن العطاردي فقال : لا بأس به ، أثنى عليه أبو كريب ، وسئل عن مغازي يونس بن بكير ، فقال : مروا إلى غلام بالكناس يقال له : العطاردي ، سمع معنا مع أبيه فجئنا إليه فقال : لا أدري أين هو ، ثم وجده في برج حمام فحدث به .

                                                                          أخبرني أبو القاسم الأزهري قال : قال لنا محمد بن حميد بن محمد اللخمي : سمعت القاضي أبا الحسن محمد بن صالح الهاشمي يقول : حدثني محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع ، حدثني أبي قال : ابتدأ أبو كريب محمد بن العلاء يقرأ علينا كتاب " المغازي " ليونس بن بكير ، فقرأ علينا مجلسا أو مجلسين فلغط بعض أصحاب الحديث ، فقطع قراءته ، وحلف لا يقرؤه علينا ، فعدنا إليه ، فسألناه فأبى ، وقال : امضوا إلى عبد الجبار العطاردي ، فإنه كان يحضر سماعه معنا من يونس ، فقلنا له : فإن كان قد مات ؟ قال : اسمعوه من ابنه أحمد ، فإنه كان يحضره معه ، فقمنا من عنده ومعنا جماعة من أصحاب الحديث ، فسألنا عن عبد الجبار ، فقيل لنا : قد مات ، وسألنا عن ابنه ، فدللنا إلى منزله ، فجئناه فاستأذنا عليه ، وعرفناه قصتنا مع أبي كريب ، وأنه دلنا على أبيه وعليه ، وكان أحمد يلعب بالحمام الهدى ، فقال لنا : مذ سمعناه ما نظرت فيه ، ولكن هو في قماطر ، فيها كتب فاطلبوه ، فقمت فطلبته فوجدته وعليه ذرق الحمام ، وإذا سماعه مع أبيه بالخط العتيق فسألته أن يدفعه إلي ويجعل وراقته لي ففعل [ ص: 382 ] هذا الكلام أو نحوه .

                                                                          قال الخطيب : كان أبو كريب من الشيوخ الكبار الصادقين الأبرار ، وأبو عبيدة السري بن يحيى شيخ جليل أيضا ، ثقة من طبقة العطاردي ، وقد شهد له أحدهما بالسماع ، والآخر بالعدالة ، وذلك يفيد حسن حالته ، وجواز روايته إذا لم يثبت لغيرهما قول يوجب إسقاط حديثه ، واطراح خبره ، فأما قول الحضرمي في العطاردي : إنه كان يكذب ، فهو قول مجمل يحتاج إلى كشف وبيان ، فإن كان أراد به وضع الحديث ، فذلك معدوم في حديث العطاردي ، وإن عنى أنه روى عمن لم يدركه فذلك أيضا باطل ; لأن أبا كريب شهد له أنه سمع معه من يونس بن بكير ، وثبت أيضا سماعه من أبي بكر بن عياش ، فلا يستنكر له السماع من حفص بن غياث ، وابن فضيل ، ووكيع ، وأبي معاوية ; لأن أبا بكر بن عياش تقدمهم جميعا في الموت ، وأما ابن إدريس فتوفي قبل أبي بكر بسنة ، فليس يمتنع سماعه منه ، لأن والده كان من كبار أصحاب الحديث ، فيجوز أن يكون بكر به ، وقد روى العطاردي عن أبيه عن يونس بن بكير أوراقا من " مغازي " ابن إسحاق ، ويشبه أن يكون فاته سماعها من يونس ، فسمعها من أبيه عنه ، وهذا يدل على تحريه للصدق ، وتثبته في الرواية ، والله أعلم .

                                                                          قيل : إن مولده في عشر الأضحى سنة سبع وسبعين ومائة .

                                                                          [ ص: 383 ] وقال أبو يعلى الخليل بن عبد الله الخليلي القزويني : مات سنة سبعين ومائتين .

                                                                          وقال أحمد بن كامل القاضي : مات سنة إحدى وسبعين ومائتين .

                                                                          وقال أبو عمرو ابن السماك ، وأحمد بن محمود بن صبيح : مات سنة اثنتين وسبعين ومائتين . زاد ابن السماك بالكوفة : في شعبان .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية