الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 387 ] 68 - (م) : أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم القرشي أبو عبيد الله المصري بحشل ابن أخي عبد الله بن وهب مولى يزيد بن رمانة مولى أبي عبد الرحمن الفهري .

                                                                          روى عن : إسحاق بن الفرات التجيبي ، وبشر بن بكر التنيسي ، وزياد بن يونس الحضرمي ، وشعيب بن الليث بن سعد ، وعمه : عبد الله بن وهب (م) ، ومحمد بن إدريس الشافعي ، ومؤمل بن عبد الرحمن الثقفي .

                                                                          روى عنه : مسلم ، وإبراهيم بن عبد الله بن معدان الأصبهاني ، وأحمد بن حماد بن سفيان القاضي ، وأحمد بن خون الفرغاني ، وأحمد بن عبد الوارث بن جرير العسال المصري ، وأحمد بن علي بن زياد بن أبي الصغير المصري ، وإسحاق بن إبراهيم البستي القاضي ، وزكريا بن يحيى الساجي ، وأبو بكر عبد الله بن أبي داود ، وعبد الله بن محمد بن جعفر القزويني القاضي ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري ، وعبد الرحمن بن إسماعيل بن علي الدمشقي المعروف بالكوفي ، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ، وعمر بن محمد بن بجير البجيري السمرقندي ، وأبو بكر [ ص: 388 ] محمد بن أحمد بن راشد بن معدان الأصبهاني ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ، ومحمد بن جرير الطبري ، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، ومحمد بن هارون الروياني ، وهارون بن محمد بن هارون الجوباري ، وأبو يعقوب يوسف بن يعقوب التميمي .

                                                                          قال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سألت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عنه فقال : ثقة ، ما رأينا إلا خيرا ، قلت : سمع من عمه ؟ قال : إي والله .

                                                                          وقال أيضا : سمعت أبي يقول : سمعت عبد الملك بن شعيب بن الليث يقول : أبو عبيد الله ابن أخي ابن وهب ثقة .

                                                                          وقال أيضا : سمعت أبا زرعة يقول : أدركناه ولم نكتب عنه .

                                                                          وقال : سمعت أبا زرعة وأتاه بعض رفقائي فحكى عن أبي عبيد الله ابن أخي ابن وهب أنه رجع عن تلك الأحاديث - فقال أبو زرعة : إن رجوعه مما يحسن حاله ، ولا يبلغ به المنزلة التي كان من قبل .

                                                                          وقال : سمعت أبي يقول : كتبنا عنه وأمره مستقيم ، ثم خلط بعد ، ثم جاءني خبره أنه رجع عن التخليط ، قال : وسئل أبي عنه بعد ذلك فقال : كان صدوقا .

                                                                          وقال الحاكم أبو عبد الله : سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب [ ص: 389 ] الحافظ يقول : سمعت محمد بن إسحاق - يعني ابن خزيمة - وقيل له : لم رويت عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، وتركت سفيان بن وكيع ؟ فقال : لأن أحمد بن عبد الرحمن لما أنكروا عليه تلك الأحاديث رجع عنها عن آخرها إلا حديث مالك عن الزهري عن أنس " إذا حضر العشاء " فإنه ذكر : أنه وجده في درج من كتب عمه في قرطاس .

                                                                          وأما سفيان بن وكيع فإن وراقه أدخل عليه أحاديث فرواها وكلمناه فلم يرجع عنها ، فاستخرت الله وتركت الرواية عنه .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : رأيت شيوخ أهل مصر الذين لحقتهم مجمعين على ضعفه ، ومن كتب عنه من الغرباء غير أهل بلده لا يمتنعون من الرواية عنه ، وحدثوا عنه ، منهم : أبو زرعة ، وأبو حاتم فمن دونهما ، وسألت عبدان عنه ، فقال : كان مستقيم الأمر في أيامنا ، وكان أبو الطاهر ابن السرح يحسن فيه القول ، ومن لم يلق حرملة اعتمد أبا عبيد الله في نسخ حديث ابن وهب كنسخة عمرو بن الحارث وغيره ، وكل من تفرد عن عمه بشيء فذلك الذي تفردوا به وجدوه عنده ، وحدثهم به من ذلك أيضا كتاب " الرجال " يرويه عن عمه عمرو بن سواد ، وقد كتبوه عنه أيضا .

                                                                          قال : وسمعت محمد بن محمد بن الأشعث بمصر يقول : كنا عند أبي عبيد الله ابن أخي ابن وهب فمر عليه هارون بن سعيد [ ص: 390 ] الأيلي ، وهو راكب فسلم عليه ، وقال : ألا أطرفك جاؤوني أصحاب الحديث يسألوني عنك ، فقلت لهم : إنما يسأل أبو عبيد الله عنا ليس نحن نسأل عنه ، وهو الذي كان يستملي لنا عند عمه ، وهو الذي كان يقرأ لنا على عمه ، أو كما قال .

                                                                          [ ص: 391 ] قال أبو أحمد بن عدي : ومن ضعفه أنكر عليه أحاديث ، وكثرة روايته عن عمه ، وحرملة أكثر رواية عن عمه منه ، وكل ما أنكروه عليه فمحتمل ، وإن لم يروه عن عمه غيره ، ولعله خصه به ، وقال أبو سعيد بن يونس : لا تقوم بحديثه حجة ، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين ومائتين ، صلى عليه بكار بن قتيبة القاضي .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية