الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                4539 4540 4541 ص: حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا أبو عاصم (ح).

                                                وحدثنا أحمد بن داود، قال: ثنا مسدد، قال: ثنا يحيى، قالا جميعا: عن ابن جريج ، قال: أخبرني أبو الزبير ، عن جابر -رضي الله عنه- قال: "طلقت خالة لي، فأرادت [ ص: 148 ] أن تخرج في عدتها إلى نخل لها، فقال لها رجل: ليس لك ذلك، فأتت النبي -عليه السلام- فقال: اخرجي إلى نخلك وجديه؛ فعسى أن تصدقي أو تفعلي معروفا".

                                                حدثنا ربيع المؤذن، قال: ثنا أسد، قال: ثنا ابن لهيعة، قال: ثنا أبو الزبير، قال: سمعت جابرا يقول: "أخبرتني خالتي أنها طلقت البتة، ، فأرادت أن تجد نخلها، فزجرها رجال أن تخرج، فأتت النبي -عليه السلام- فقال: بل تجدي نخلك، فإنك عسى أن تصدقي وتفعلي معروفا". .

                                                التالي السابق


                                                ش: هذه ثلاث طرق:

                                                الأول: إسناده على شرط مسلم: عن إبراهيم بن مرزوق ، عن أبي عاصم النبيل الضحاك بن مخلد شيخ البخاري ، عن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي ، عن أبي الزبير محمد بن مسلم المكي ، عن جابر .

                                                وأخرجه مسلم : حدثني محمد بن حاتم بن ميمون، قال: ثنا يحيى بن سعيد ، عن ابن جريج .

                                                ونا محمد بن رافع، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: ثنا ابن جريج .

                                                وحدثني هارون بن عبد الله -واللفظ له- قال: نا حجاج بن محمد، قال: قال ابن جريج : أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: "طلقت خالتي، فأرادت أن تجد نخلها، فزجرها رجل أن تخرج، فأتت النبي -عليه السلام- فقال: بلى، فجدي نخلك فإنك عسى أن تصدقي أو تفعلي معروفا".

                                                الثاني: عن أحمد بن داود المكي ، عن مسدد شيخ البخاري وأبي داود ، عن يحيى بن سعيد ، عن عبد الملك بن جريج ، عن أبي الزبير ، عن جابر. وهذا أيضا صحيح.

                                                [ ص: 149 ] وأخرجه أبو داود : ثنا أحمد بن حنبل، قال: ثنا يحيى بن سعيد ، عن ابن جريج ، قال: حدثني أبو الزبير ، عن جابر قال: "طلقت خالتي ثلاثا، فخرجت تجد نخلها، فلقيها رجل فنهاها، فأتت النبي -عليه السلام- فذكرت ذلك له، فقال لها النبي -عليه السلام-: اخرجي فجدي نخلك؛ لعلك أن تصدقي منه أو تفعلي خيرا".

                                                وأخرجه النسائي وابن ماجه أيضا.

                                                الثالث: عن ربيع بن سليمان المؤذن ، عن أسد بن موسى ، عن عبد الله بن لهيعة -فيه مقال- عن أبي الزبير محمد بن مسلم ، عن جابر .

                                                وفيه رواية صحابي عن صحابية وهي خالة جابر -رضي الله عنه-.

                                                قوله: "طلقت خالة لي" على صيغة المجهول. و"خالة" مرفوع بإسناد "طلقت" إليها.

                                                قوله: "وجديه" أمر من جد الثمرة يجدها جدا، وهو من باب نصر ينصر.

                                                والجداد -بالفتح والكسر- صرام النخل، وهو قطع ثمرتها.

                                                قوله: "أن تصدقي" بفتح التاء، وأصله تتصدقي حذفت منه إحدى التاءين للتخفيف.

                                                قوله: "أو معروفا". وهو اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله والتقرب إليه والإحسان إلى الناس، وكل ما ندب إليه الشرع ونهى عنه من المحسنات والمقبحات وهو من الصفات الغالبة.




                                                الخدمات العلمية