الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                4596 4597 4598 4599 ص: فإن قال قائل: فإن عائشة -رضي الله عنها- قد سافرت بأختها أم كلثوم في عدتها، وذكر في ذلك ما حدثنا ابن أبي داود، قال: أنا أحمد بن يونس، قال: حدثني جرير بن حازم، قال: سمعت عطاء يقول: "حجت عائشة بأختها أم كلثوم في عدتها".

                                                حدثنا علي بن شيبة ، قال: ثنا أبو غسان، قال: حدثني جرير، قال: سمعت عطاء يقول: حجت عائشة بأختها في عدتها من طلحة بن عبيد الله".

                                                حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا أبو عامر العقدي، قال: ثنا أفلح ، عن القاسم ، عن عائشة -رضي الله عنها-: "أنها حجت بأختها أم كلثوم في عدتها". .

                                                حدثنا ربيع المؤذن، قال: ثنا شعيب بن الليث ، قال: ثنا الليث ، عن أيوب بن موسى ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن عائشة مثله.

                                                التالي السابق


                                                ش: هذا اعتراض من جهة أهل المقالة الأولى الذين ذهبوا إلى أن للمطلقة والمتوفى عنها زوجها أن تسافرا في عدتهما إلى حيث ما شاءتا.

                                                تقريره أن يقال: إن ما رويتم من الآثار يعارضها ما روي عن عائشة؛ فإنها قد سافرت إلى مكة ومعها أختها أم كلثوم وهي في العدة من طلحة بن عبيد الله .

                                                وأخرجه من أربع طرق صحاح:

                                                الأول: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن أحمد بن عبد الله بن يونس -شيخ البخاري ومسلم وأبي داود- عن جرير بن حازم ، عن عطاء بن أبي رباح .

                                                [ ص: 196 ] وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" : ثنا وكيع ، عن أسامة ، عن القاسم. وعن جرير بن حازم ، عن عطاء: "أن عائشة أحجت أم كلثوم في عدتها".

                                                الثاني: عن علي بن شيبة ، عن أبي غسان مالك بن إسماعيل شيخ البخاري ، عن جرير بن حازم ، عن عطاء .

                                                وأخرجه عبد الرزاق : عن معمر ، عن الزهري ، عن عائشة: "أنها خرجت بأختها أم كلثوم -حين قتل عنها طلحة بن عبيد الله- إلى مكة في عمرة".

                                                الثالث: عن إبراهيم بن مرزوق ، عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ، عن أفلح بن حميد ، عن القاسم ، عن عائشة.

                                                وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" : عن وكيع ، عن أسامة ، عن القاسم ، عن عائشة، نحوه.

                                                الرابع: عن ربيع بن سليمان المؤذن صاحب الشافعي ، عن شعيب بن الليث ، عن أبيه الليث بن سعد ، عن أيوب بن موسى بن عمرو المكي ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن عائشة.

                                                وأخرجه ابن حزم : من حديث حماد بن سلمة ، عن قيس بن عباد ، عن عطاء بن أبي رباح، عن عائشة أم المؤمنين: "أنها حجت بأختها أم كلثوم -امرأة طلحة بن عبيد الله- في عدتها في الفتنة" انتهى.

                                                وطلحة بن عبيد الله بن عثمان أحد العشرة المبشرين بالجنة، قتل يوم الجمعة لعشر خلون من جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وهو ابن أربع وستين، وقبره بالبصرة. وقال الواحدي: قتل يوم الجمل، قال خليفة: أصابته سهم غرب فقتله، قال العجلي: ويقال: إن مروان قتله.




                                                الخدمات العلمية