الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          87 - (خ م س ق) : أحمد بن عيسى بن حسان المصري ، أبو عبد الله بن أبي موسى العسكري ، المعروف : بالتستري ، كان يتجر إلى تستر فعرف بذلك ، وقيل : إن أصله من الأهواز .

                                                                          [ ص: 418 ] روى عن : إبراهيم بن أبي حية ، واسمه : اليسع المكي ، وأزهر بن سعد السمان البصري ، وبشر بن بكر التنيسي ، ورشدين بن سعد ، وضمام بن إسماعيل ، وعبد الله بن وهب (خ م س ق) ، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك ، والمفضل بن فضالة ، ومؤمل بن عبد الرحمن الثقفي ، ويغنم بن سالم بن قنبر مولى علي بن أبي طالب .

                                                                          روى عنه : البخاري ، ومسلم ، والنسائي ، وابن ماجه ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي ، وأحمد بن عبد الله بن شهاب العكبري ، وأبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي المروزي ، وأبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي ، وأحمد بن محمد بن سليمان الفأفاء العلاف ، وأحمد بن يوسف بن تميم البصري ، وإسحاق بن الحسن الحربي ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي ، وجعفر بن محمد بن الحسن الفريابي القاضي ، وجعفر بن هاشم بن يحيى العسكري ، وحرب بن إسماعيل الكرماني ، والحسن بن علي بن شبيب المعمري ، وحنبل بن إسحاق بن حنبل ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وعبد الله بن إسحاق المدائني ، وأبو شعيب عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ، ومحمد بن إبراهيم بن أبان السراج ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن أيوب بن يحيى ابن الضريس الرازي ، وأبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن أعين البغدادي ، ومحمد بن يعقوب ابن الفرجي الصوفي الرملي ، ويوسف بن يعقوب القاضي .

                                                                          قال أبو عبيد الآجري : سألت أبا داود عنه فقال : سمعت يحيى بن معين يحلف بالله الذي لا إله إلا هو : إنه كذاب .

                                                                          وقال أبو حاتم : تكلم الناس فيه ، قيل لي بمصر : إنه قدمها ، واشترى [ ص: 419 ] كتب ابن وهب ، وكتاب المفضل بن فضالة ، ثم قدمت بغداد فسألت : هل يحدث عن المفضل بن فضالة ؟ فقالوا : نعم ، فأنكرت ذلك ، وذلك أن الرواية عن ابن وهب والمفضل لا يستويان .

                                                                          أخبرنا يوسف بن يعقوب الشيباني ، أخبرنا زيد بن الحسن الكندي ، أخبرنا أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن الهمذاني الحافظ ، أخبرنا أبو نصر المعمر بن محمد بن الحسين الأنماطي البيع ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ، قال الكندي : وأخبرنا أبو الحسن بن صرما قراءة عليه ، عن أبي بكر الحافظ إذنا ، أخبرنا أبو بكر البرقاني ، حدثنا أبو الحسين يعقوب بن موسى الأردبيلي ، حدثنا أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي ، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي ، قال : شهدت أبا زرعة - يعني الرازي - ذكر كتاب " الصحيح " الذي ألفه مسلم بن الحجاج ، ثم الفضل الصائغ على مثاله ، فقال لي أبو زرعة : هؤلاء قوم أرادوا التقدم قبل أوانه ، فعملوا شيئا يتسوقون به ، ألفوا كتابا لم يسبقوا إليه ليقيموا لأنفسهم رياسة قبل وقتها ، وأتاه ذات يوم - وأنا شاهد - رجل بكتاب " الصحيح " من رواية مسلم ، فجعل ينظر فيه ، فإذا حديث عن أسباط بن نصر ، فقال أبو زرعة : ما أبعد هذا من الصحيح يدخل في كتابه أسباط بن نصر ؟ ! ثم رأى في كتابه قطن بن نسير ، فقال لي : وهذا أطم من الأول قطن بن نسير ، وصل أحاديث عن ثابت جعلها عن أنس ، ثم نظر فقال : يروي عن أحمد بن عيسى المصري في كتابه " الصحيح " ! قال لي أبو زرعة : ما رأيت أهل مصر يشكون في أن أحمد بن عيسى - وأشار أبو زرعة إلى لسانه - كأنه يقول : الكذب ، ثم قال لي : يحدث عن أمثال هؤلاء [ ص: 420 ] ويترك محمد بن عجلان ، ونظراءه ، ويطرق لأهل البدع علينا فيجدوا السبيل بأن يقولوا للحديث إذا احتج به عليهم : ليس هذا في كتاب الصحيح ، ورأيته يذم من وضع هذا الكتاب ويؤنبه ، فلما رجعت إلى نيسابور في المرة الثانية ذكرت لمسلم بن الحجاج إنكار أبي زرعة عليه روايته في كتاب " الصحيح " عن أسباط بن نصر ، وقطن بن نسير ، وأحمد بن عيسى ، فقال لي مسلم : إن ما قلت صحيح ، وإنما أدخلت من حديث أسباط وقطن وأحمد ما قد رواه الثقات عن شيوخهم ، إلا أنه ربما وقع إلي عنهم بارتفاع ، ويكون عندي من رواية [من] أوثق منهم بنزول ، فأقتصر على أولئك ، وأصل الحديث معروف من رواية الثقات ، وقدم مسلم بعد ذلك الري فبلغني أنه خرج إلى أبي عبد الله محمد بن مسلم بن وارة فجفاه ، وعاتبه على هذا الكتاب ، وقال له نحوا مما قاله لي أبو زرعة : إن هذا يطرق لأهل البدع علينا ، فاعتذر إليه مسلم ، وقال : إنما أخرجت هذا الكتاب ، وقلت : هو صحاح ، ولم أقل أن ما لم أخرجه من الحديث في هذا الكتاب ضعيف ، ولكن إنما أخرجت هذا من الحديث الصحيح ، ليكون مجموعا عندي ، وعند من يكتبه عني فلا يرتاب في صحتها ، ولم أقل : إن ما سواه ضعيف ، أو نحو ذلك مما اعتذر به مسلم إلى محمد بن مسلم ، فقبل عذره وحدثه .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر : ما رأيت لمن تكلم في أحمد بن عيسى حجة توجب ترك الاحتجاج بحديثه ، وقد ذكره أبو عبد الرحمن [ ص: 421 ] النسائي في جملة شيوخه الذين بين أحوالهم ، فقال : ما أخبرنا البرقاني ، أخبرنا علي بن عمر حدثنا الحسن بن رشيق ، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن عن أبيه ، قال الحافظ أبو بكر : ثم حدثني الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله ، قال : ناولني عبد الكريم - وكتب لي بخطه - قال : سمعت أبي يقول : أحمد بن عيسى كان بالعسكر ليس به بأس .

                                                                          قال أبو القاسم البغوي ، وأبو الحسين بن قانع ، وأبو سعيد بن يونس : مات سنة ثلاث وأربعين ومائتين ، زاد ابن قانع : بسر من رأى .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية