الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 422 ] 88 - (د) : أحمد بن الفرات بن خالد الضبي أبو مسعود الرازي الحافظ نزيل أصبهان .

                                                                          روى عن : أزهر بن سعد السمان ، وجعفر بن عون ، والحسين بن حفص الأصبهاني ، والحسين بن علي الجعفي ، وأبي اليمان الحكم بن نافع ، وأبي أسامة حماد بن أسامة ، وأبي داود سليمان بن داود الطيالسي ، وشبابة بن سوار (د) ، وأبي صالح عبد الله بن صالح المصري ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي ، وعبد الله بن نمير ، وعبد الرزاق بن همام (د) ، وأبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ، وعبيد الله بن موسى ، وأبي داود عمر بن سعد الحفري ، وأبي نعيم الفضل بن دكين ، ومحمد بن عبد الله بن أبي جعفر الرازي (د) ، ومحمد بن عبيد الطنافسي ، ومحمد بن يوسف الفريابي ، ويزيد بن هارون ، ويعلى بن عبيد الطنافسي (د) .

                                                                          روى عنه : أبو داود ، وإبراهيم بن محمد الطيان ، وأبو حامد أحمد بن جعفر الأشعري الأصبهاني ، وأبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم ، وجعفر بن محمد بن الحسن الفريابي ، والحسين بن محمد بن غفير الأنصاري البغدادي ، وحميد بن الربيع اللخمي ، وهو من أقرانه ، وعبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني ، وهو آخر من [ ص: 423 ] حدث عنه ، وعبد الرحمن بن يحيى بن منده العبدي الأصبهاني ، وأبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ، ومحمد بن يحيى بن منده الأصبهاني ، ويعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن شنبة الزعفراني الأصبهاني .

                                                                          قال أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني الحافظ ، المعروف بأبي الشيخ : سمعت يوسف بن محمد المؤدب يقول : سمعت أبا عمران الطرسوسي ، قال : سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول : ما تحت أديم السماء أحفظ لأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبي مسعود .

                                                                          قال أبو الشيخ : وحكى العباس بن حمدان ، عن إبراهيم بن أورمة ، قال : بقي اليوم في الدنيا ثلاثة : محمد بن يحيى النيسابوري بخراسان ، وأبو مسعود الرازي بأصبهان ، والحسن بن علي الحلواني بمكة ، فأكثرهم حديثا محمد بن يحيى ، وأرفعهم حديثا الحسن بن علي ، وأحسنهم حديثا أبو مسعود .

                                                                          قال : وحكى عبد الله بن سندة ، عن محمد بن آدم المصيصي ، قال : لو كان أبو مسعود أحمد بن الفرات على نصف الدنيا لكفاهم - يعني في الفتيا - قال : وحكي عن أبي بكر الأعين ، قال : وقع إلينا الخبر أن أبا مسعود قادم فعيينا له ، ونظرنا في الكتب [ ص: 424 ] وسهرنا ، فلما جاء لم نكن عنده شيئا .

                                                                          قال : وبلغني أن رجلا قال لأبي مسعود : إنا ننسى الحديث ! فقال : أيكم يرجع في حفظ حديث واحد خمس مائة مرة ؟ قالوا : ومن يقوى على هذا ؟ قال : لذاك لا تحفظون .

                                                                          قال : وسمعت أبا عبد الله محمد بن يحيى قال : أخرجنا الورقة التي أخرج على أبي مسعود إلى العراق إلى حجاج بن الشاعر نسأله عنها ، فخرج إلينا ، فلما رأيناه قمنا إليه ، فرجع معنا ودخل الدار وصعد الخوخة ، وقال : ما حاجتكم ؟ قلنا : هاهنا أشياء نريد أن نسألك عنها ، فقال : سلوا ، فقال من حضر من أصحابنا : سفيان عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا ، قال : من ؟ قلنا : أبو نعيم . فقال : قد نظرت في كل ما عند أبي نعيم عن سفيان وليس فيه هذا . قال : ثم ذكرنا له أحاديث فلم يكن يجيبنا جوابا شافيا ، فاستقصينا عليه ، فقلنا : نحتاج أن تعطينا خطك في هذه الأحاديث ، فامتنع فلما استقصينا عليه قلنا له : فدلنا على إنسان نسأله ، فقال : لا أعرف اليوم أحدا أحذق بهذه الصناعة من أحمد بن الفرات الرازي ، وعباس الطبري ، قلنا : أما عباس فلا نعرفه ، وقلنا : هو يردنا إلى أبي مسعود إلى هنا عن أبي الشيخ .

                                                                          قال إبراهيم بن محمد الطيان : سمعت أبا مسعود يقول كتبت [ ص: 425 ] عن ألف وسبع ومائة وخمسين رجلا ، أدخلت في تصنيفي ثلاث مائة وعشرة ، وعطلت سائر ذلك ، وكتبت ألف ألف حديث ، وخمس مائة ألف حديث ، فأخذت من ذلك ثلاث مائة ألف في التفسير والأحكام والفوائد وغيره .

                                                                          قال أبو الشيخ : توفي سنة ثمان وخمسين ومائتين ، وصلى عليه إبراهيم بن أحمد الخطابي من الحفاظ الكبار ، صنف المسند والكتب الكثيرة .

                                                                          [ ص: 426 ]

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية