الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          103 - (س) : أحمد بن محمد بن هانئ الطائي ، ويقال : الكلبي ، أبو بكر الأثرم البغدادي الإسكافي الفقيه الحافظ ، صاحب أحمد بن حنبل خراساني الأصل .

                                                                          روى عن : أحمد بن جواس الحنفي ، وأحمد بن الحجاج [ ص: 477 ] الشيباني المروزي ، وأحمد بن حنبل ، وأحمد بن أبي الطيب المروزي ، وأحمد بن عمر الوكيعي ، وبشار بن موسى الخفاف ، وحرمي بن حفص ، وأبي توبة الربيع بن نافع الحلبي ، وسليمان بن حرب ، وسنيد بن داود المصيصي ، وعبد الله بن بكر السهمي ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي ، وعبيد الله بن محمد العيشي (س) ، وعفان بن مسلم الصفار ، وغسان بن الفضل السجستاني ، وأبي نعيم الفضل بن دكين ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، ومعاوية بن عمرو الأزدي ، ونعيم بن حماد الخزاعي ، وأبي بكر بن أبي شيبة ، وأبي الوليد الطيالسي في آخرين .

                                                                          روى عنه : النسائي ، وأحمد بن محمد بن ساكن الزنجاني ، وعلي بن أبي طاهر القزويني ، وعمر بن محمد بن عيسى الجوهري ، ومحمد بن جعفر الراشدي ، وموسى بن هارون الحافظ ، ويحيى بن محمد بن صاعد وغيرهم .

                                                                          قال بشر بن أحمد الإسفرائيني ، عن عبد الله بن محمد بن سيار الفرهياني : سمعت عباسا العنبري يقول : ما قدم علينا مثل عمرو بن منصور ، وأبي بكر الوراق ، فقلت : من أبو بكر ؟ فقال : الأثرم ، فقلت أنا له : لا نرضى أن تقرن صاحبنا بالأثرم ، أي : إن هذا فوقه .

                                                                          وقال أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال : أخبرني عبد [ ص: 478 ] الله بن محمد ، قال : سمعت سعيد بن عتاب يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : كان أحد أبوي الأثرم جنيا .

                                                                          وقال الخلال أيضا : أخبرني أحمد بن محمد بن صدقة قال : سمعت جعفر بن إشكاب قال : سمعت يحيى بن أيوب - وذكر الأثرم - فقال : أحد أبويه جني .

                                                                          وقال الخلال أيضا : أخبرني أبو بكر بن صدقة قال : سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول : الأثرم أحفظ من أبي زرعة الرازي وأتقن .

                                                                          قال الخلال : وكان عاصم بن علي بن عاصم لما قدم بغداد طلب رجلا يخرج له فوائد يمليها فلم يوجد له في ذلك الوقت إلا أبو بكر الأثرم ، فكأنه لما رآه لم يقع منه بموقع لحداثة سنه ، فقال له : أخرج كتبك ، فجعل يقول له : هذا الحديث خطأ ، وهذا الحديث كذا ، وهذا غلط ، وأشياء نحو هذا ، فسر عاصم به ، وأملى قريبا من خمسين مجلسا فعرضت على أحمد بن حنبل فقال : هذه أحاديث صحاح ، وكان يعرف الحديث ، ويحفظه ، ويعمل الأبواب ، والمسند ، فلما صحب أحمد بن حنبل ترك كل ذاك ، وأقبل على مذهب أبي عبد الله فسمعت أبا بكر المروذي يقول : قال الأثرم : كنت أحفظ يعني الفقه والاختلاف ، فلما صحبت أحمد بن حنبل تركت ذاك كله ، وليس أخالف أبا عبد الله إلا في مسألة واحدة - ذكرها المروذي - قال : فقلت له : فلا تخالفه أيضا في هذه المسألة .

                                                                          قال : وكان معه تيقظ عجيب جدا .

                                                                          [ ص: 479 ] قال : وأخبرني أبو بكر بن صدقة قال : سمعت أبا القاسم ابن الجبلي قال : قدم رجاء - يعني ابن مرجى - فقال لي : أريد رجلا يكتب لي من كتاب الصلاة ما ليس في كتب ابن أبي شيبة ، قال : فقلنا : - أو فقالوا له - ليس لك إلا أبو بكر الأثرم ، فوجه إليه ورقا ، فكتب ست مائة ورقة من كتاب الصلاة ، فنظرنا فإذا ليس في كتاب ابن أبي شيبة منه شيء .

                                                                          وقال أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات : أصله خراساني ، حدثنا عنه الناس ، كان من خيار عباد الله من أصحاب أحمد بن حنبل ، ممن روى عنه المسائل ، حدثنا عنه جماعة من شيوخنا .

                                                                          وقال الحافظ أبو بكر الخطيب : له كتاب في علل الحديث ، ومسائل أحمد بن حنبل تدل على علمه ومعرفته .

                                                                          وقال عبد المؤمن بن خلف النسفي : سمعت أبا علي صالح بن محمد البغدادي يقول : كان أصحابنا ينكرون على الأثرم كتاب " العلل " لأحمد بن حنبل .

                                                                          وقال أبو عوانة الإسفرائيني عن أبي بكر المروذي ، وسألته - يعني أحمد بن حنبل - عن أبي بكر الأثرم ، قلت : نهيت أن يكتب عنه ؟ ! قال : لم أقل إنه لا يكتب عنه الحديث ، إنما أكره هذه المسائل .

                                                                          قال الخطيب : وكان الأثرم من إسكاف بني الجنيد ، وبها مات فيما ذكر لي أبو يعلى محمد بن الحسين ابن الفراء ، وقال لي : حدثني من رأى قبره هناك .

                                                                          [ ص: 480 ] روى عنه : النسائي في كتاب الطب حديثا واحدا عن العيشي عن حماد بن سلمة ، عن حميد ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا حم أحدكم فليسن عليه الماء البارد من السحر ثلاثا " .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية