[ ص: 430 ]  541 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من تربية الشعر على الرؤوس من الجمم ومن فرقه ومن سدله 
 3357  - حدثنا  يونس بن عبد الأعلى  ، قال : أخبرنا  عبد الله بن وهب  ، قال : حدثني  يونس  ، عن  ابن شهاب  ، عن  عبيد الله بن عبد الله  ، عن  عبد الله بن عباس  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسدل شعره ، وكان المشركون يفرقون رؤوسهم ، وكان أهل الكتاب يسدلون رؤوسهم ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء ، ثم فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه   . 
 [ ص: 431 ] 
 3358  - وحدثنا  إبراهيم بن مرزوق  ، قال : حدثنا  عثمان بن عمر بن فارس  ، قال : حدثنا  يونس بن يزيد  ، عن  الزهري  ، عن  عبيد الله بن عبد الله بن عتبة  ، عن  ابن عباس  رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسدل شعره ، وكان المشركون يفرقون رؤوسهم ، وكان أهل الكتاب يسدلون شعورهم ، ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه   . 
 3359  - وحدثنا  إبراهيم بن أبي داود  ، قال : حدثنا  يحيى بن صالح  [ ص: 432 ] الوحاظي  ،  ويوسف بن عدي الكوفي  ، قالا : حدثنا  ابن أبي الزناد  ، عن  هشام بن عروة  ، عن  أبيه  ، عن  عائشة  رضي الله عنها ، قالت : كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم دون الجمة وفوق الوفرة . هكذا في حديث يحيى بن صالح  ، وفي حديث يوسف  ، قالت : كان للنبي صلى الله عليه وسلم شعر دون الشحمة   . 
 3360  - حدثنا  ابن أبي داود  ، قال : حدثنا عياش بن الوليد الرقام  ، قال : حدثنا  محمد بن يزيد الواسطي  ، قال : حدثنا  ابن إسحاق  ، عن  عمارة بن غزية  ، عن  القاسم بن محمد  ، عن  عائشة  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : إذا كان لأحدكم شعر فليكرمه   . 
 [ ص: 433 ] 
 3361  - حدثنا  يونس  ، قال : حدثنا  ابن وهب  ، قال : حدثني  جرير بن حازم  ، أنه سمع  قتادة  يقول : قلت  لأنس   : كيف كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : كان شعرا رجلا ليس بالجعد ولا بالسبط ، بين أذنه وعاتقه   . 
 [ ص: 434 ] 
 3362  - حدثنا  علي بن عبد الرحمن  ، قال : حدثنا إسحاق بن داود المروزي الشعراني  ، قال : حدثنا  أحمد بن حنبل  ، عن حماد بن خالد الخياط  ، عن  مالك بن أنس  ، عن  الزهري  ، عن  أنس  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سدل ناصيته ، ثم فرق   . 
 3363  - حدثنا  إبراهيم بن مرزوق  ، قال : حدثنا  حبان بن هلال  ، قال : حدثنا  همام  ، قال : حدثنا  قتادة  ، عن  أنس  ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضرب شعره منكبيه   . 
 3364  - حدثنا  إبراهيم بن مرزوق  ، قال : حدثنا  أبو الوليد الطيالسي  ، عن  شعبة  ، عن  أبي إسحاق  ، سمع  البراء  يقول : كان النبي صلى الله عليه وسلم له شعر إلى شحمة أذنيه   . 
 3365  - حدثنا محمد بن الورد البغدادي  ، قال : حدثنا  داود بن  [ ص: 435 ] عمرو الضبي  ، قال : حدثنا  عبد الرحمن بن أبي الزناد  ، عن  أبيه  ، عن  الأعرج  ، عن  أبي هريرة  رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كان له شعر فليكرمه   . 
 3366  - حدثنا  إبراهيم بن مرزوق  ، قال : حدثنا  أبو الوليد  ، قال : حدثنا  عبيد الله بن إياد بن لقيط  ، عن  أبيه  ، عن أبي رمثة  ، قال : انطلقت مع أبي نحو النبي صلى الله عليه وسلم فإذا نحن به له وفرة بها ردع من حناء   . 
 [ ص: 436 ] فقال قائل : ففيما قد رويتموه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخاذه الشعر كما رويتموه فيه عنه ، وفيه أمره الناس بإكرام الشعر ، فمن أين جاز لكم ترك استعمال ذلك والعدول إلى غيره من إحفاء الشعر . 
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه : أنا تركنا ذلك إلى ما يخالفه مما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أحسن منه . 
 3367  - كما قد حدثنا  أبو أمية  ، قال : حدثنا  أبو حذيفة موسى بن مسعود  ، قال : حدثنا  سفيان الثوري  ، عن عاصم بن كليب الجرمي  ، عن أبيه  ، عن  وائل بن حجر  ، قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ولي شعر طويل ، فقال : ذباب ، فظننت أنه يعنيني ، فذهبت فجززته ، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما عنيتك ، ولكن هذا أحسن   . 
 3368  - وكما حدثنا فهد بن سليمان  ، قال : حدثنا  يحيى بن عبد الحميد الحماني  ، قال : حدثنا  سفيان بن عقبة أخو قبيصة  ، عن  [ ص: 437 ]  سفيان بن سعيد  ، عن عاصم بن كليب  ، عن أبيه  ، عن  وائل بن حجر  عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله . 
فكان في هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد دل على أن جز الشعر أحسن من تربيته ، وما جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم الأحسن كان لا شيء أحسن منه . 
ووجب لزوم ذلك الأحسن وترك ما يخالفه ، ومقبول منه صلى الله عليه وسلم إذ كان هذا عنه ، وإذ كان أولى بالمحاسن كلها من جميع الناس سواه أنه قد كان صار بعد هذا القول إلى هذا الأحسن وترك ما كان عليه قبل ذلك مما يخالفه ، والله نسأله التوفيق . 
				
						
						
