باب ترك السؤال عما لا يغني والبحث والتنقير عما لا يضر جهله والتحذير من قوم يتعمقون في المسائل ويتعمدون إدخال الشكوك على المسلمين
قال الشيخ : اعلموا إخواني أني فكرت في السبب الذي أخرج أقواما من السنة والجماعة واضطرهم إلى البدعة والشناعة وفتح باب البلية على أفئدتهم وحجب نور الحق عن بصيرتهم فوجدت ذلك من وجهين :
أحدهما : البحث والتنقير وكثرة السؤال عما لا يعني ولا يضر العاقل جهله ولا ينفع المؤمن فهمه .
والآخر : مجالسة من لا تؤمن فتنته وتفسد القلوب صحبته .
وسأذكر في هذين الوجهين ما يكون فيه بلاغ لمن قبل النصيحة وكان بقلبه أدنى حياء إن شاء الله .
284 - حدثنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار ، قال : حدثنا [ ص: 391 ] أحمد بن منصور الرمادي ، وحدثنا أبو ذر بن الباغندي ، قال : حدثنا الحسن بن أبي الربيع الجرجاني ، قالا : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، وأبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اتركوني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم فما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فاعملوا منه ما استطعتم .
285 - حدثنا الصفار ، قال : حدثنا الرمادي ، وحدثنا أبو الحسن أحمد بن القاسم بن الريان ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، قالا : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر عن همام بن منبه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .
[ ص: 392 ]


