الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              104 - حدثنا ابن الصواف ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن علي ، عليه السلام ، قوله : أو نحوه : فالذي ذكرته رحمكم الله في هذا الباب من طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحضضت عليه من اتباع سنته واقتفاء أثره موافق كله لكتاب الله عز وجل ، وسنة رسول الله وهو طريق الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين والصحابة والتابعين وعليه كان السلف الصالح من فقهاء المسلمين وهي سبيل المؤمنين التي من اتبع غيرها ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيرا .

              فإذا سمع أحدكم حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه العلماء واحتج به الأئمة العقلاء فلا يعارضه برأيه وهوى نفسه فيصيبه ما توعده الله عز وجل به ، فإنه قال تعالى : [ ص: 269 ] فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم .

              وهل تدري ما الفتنة هاهنا ؟ هي والله الشرك بالله العظيم والكفر بعد الإيمان فإن الله عز وجل قال :

              وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة .

              يقول : حتى لا يكون شرك فإنه قال تعالى :

              واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل .

              يقول : الشرك بالله أشد من قتلكم لهم . ثم قال عز وجل :

              ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا .

              أعاذنا الله وإياكم من هذه الأهوال ووفقنا وإياكم لصالح الأعمال .

              [ ص: 270 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية