الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              1216 - حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان ، قال : حدثنا بشر بن موسى أبو علي الأسدي ، قال : أخبرنا معاوية بن عمرو ، عن أبي إسحاق الفزاري ، قال : قال الأوزاعي في الرجل يسأل الرجل : أمؤمن أنت ؟ فقال : إن المسألة عما تسأل عنه بدعة والشهادة به تعمق لم نكلفه في ديننا ولم يشرعه نبينا ليس لمن يسأل عن ذلك فيه إمام ، القول به جدل والمنازعة فيه حدث ولعمري ما شهادتك لنفسك بالتي توجب لك تلك الحقيقة إن لم تكن كذلك وتركك الشهادة لنفسك بها بالتي تخرجك من الإيمان إن كنت كذلك وإن الذي يسألك عن إيمانك ليس يشك في ذلك منك ولكنه يريد ينازع الله تبارك وتعالى علمه في ذلك حتى تزعم أن علمه وعلم الله في ذلك سواء فاصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل فيما قالوا وكف عما كفوا واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم وقد كان أهل الشام في غفلة من هذه البدعة حتى قذفها إليهم بعض أهل العراق ممن دخل في تلك البدعة بعدما ورد عليهم فقهاؤهم وعلماؤهم فأشربها قلوب طوائف منهم واستحلتها ألسنتهم وأصابهم ما أصاب غيرهم من الاختلاف ولست بآيس أن يدفع الله عز وجل شر هذه البدعة إلى أن يصيروا إخوانا في دينهم ولا قوة إلا بالله .

              ثم قال الأوزاعي : لو كان هذا خيرا ما خصصتم به دون أسلافكم فإنه لم يدخر عنهم شيء خبئ لكم دونهم لفضل عندكم وهم أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم الذين اختارهم الله له وبعثه فيهم ووصفه بهم ، فقال : [ ص: 883 ] محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا . . إلى آخر السورة .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية