الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              345 - حدثني أبو صالح محمد بن أحمد بن ثابت ، قال : ثنا الحسن بن عليك العمري ، قال : حدثني مسعود بن بشر ، قال : حدثني أبو اليقظان ، قال : خرج رجل من أسلاف المسلمين يطلب علم السماء ومبتدأ الأشياء ومجاري القضاء وموقع القدر المجلوب وما قد احتجبه الله عز وجل من علم الغيوب التي لم ينزل الكتاب بها ولم تتسع العقول لها .

              وما طلبه حتى انتهى إلى بحر العلوم ومعدن الفقه وينبوع الحكمة عبد الله بن العباس رحمه الله فلما انتهى بالأمر الذي ارتحله إليه وأقدمه عليه قال له : اقرأ آية الكرسي ، فلما بلغ :

              [ ص: 422 ] ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء .

              قال : أمسك يا ابن أخي فقد بلغت ما تريد ، فقد أنبأك الله أنه لا يحاط بشيء من علمه ، قال له الرجل : يرحمك الله إن الله قد استثنى ، فقال :

              إلا بما شاء .

              فقال عبد الله : صدقت ولكن أخبرني عن الأمر الذي استثناه من علمه وشاء أن يظهره لخلقه أين يوجد ومن أين يعلم ، قال : لا يوجد إلا في وحي ولا يعلم إلا من نبي ، قال : فأخبرني عن الذي لا يوجد في حديث مأثور ولا كتاب مسطور أليس هو الذي نبأ الله لا يدركه عقل ولا يحيط به علم ، قال : بلى فإن الذي تسأل عنه ليس محفوظا في الكتب ولا محفوظا عن الرسل ، فقام الرجل وهو يقول : لقد جمع الله لي علم الدنيا والآخرة فانصرف شاكرا .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية