الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              1072 - وبلغني عن يعقوب الدورقي من غير رواية المحاملي ، [ ص: 779 ] قال : بلغني عن سفيان ، أنه قال : ما علمت أن الصلاة من الإيمان حتى قرأت هذه الآية فالله عز وجل قد جعل الصلاة من الإيمان وسمى العاملين بها مؤمنين ، فقال :

              قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون .

              ثم نعت وصف الإيمان فيهم ثم ذكر ما وعدهم به عند آخر وصفهم ، فقال :

              أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون .

              والمرجئة تزعم أن الصلاة والزكاة ليستا من الإيمان فقد أكذبهم الله عز وجل وأبان خلافهم .

              واعلموا رحمكم الله ، أن الله عز جل لم يثن على المؤمنين ولم يصف ما أعد لهم من النعيم المقيم والنجاة من العذاب الأليم ولم يخبرهم برضاه عنهم إلا بالعمل الصالح والسعي الرابح وقرن القول بالعمل والنية بالإخلاص حتى صار اسم الإيمان مشتملا على المعاني الثلاثة لا ينفصل بعضها من بعض ولا ينفع بعضها دون بعض حتى صار الإيمان قولا باللسان وعملا بالجوارح ومعرفة بالقلب خلافا لقول المرجئة الضالة الذين زاغت قلوبهم وتلاعبت الشياطين بعقولهم ، وذكر الله عز وجل ذلك كله في كتابه والرسول صلى الله عليه وسلم في سنته .

              [ ص: 780 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية