الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              799 - حدثنا أبو بكر محمد بن محمود السراج ، قال : نا محمد بن أشكاب ، قال : نا عبيد الله بن موسى ، قال : نا سفيان ، عن عبد الأعلى ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار .

              قال الشيخ : فالمراء في القرآن المكروه الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتخوف على صاحبه الكفر والمروق عن الدين ينصرف على وجهين : أحدهما قد كان وزال وكفى المؤمنين مؤونته وذلك بفضل الله ورحمته ثم بجمع عثمان بن عفان رضي الله عنه الناس كلهم على إمام واحد باللغات المشهورة المعروفة وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد كان سأل الله عز وجل في القرآن فقال له : أقرئ أمتك على سبعة أحرف وكلها سيان - يعني على سبع [ ص: 615 ] لغات العرب - كلها صحيحة وفصيحة إن اختلف لفظها اتفقت معانيها فكان يقرئ كل رجل من أصحابه بحرف يوافق لغته وبلسان قومه الذي يعرفونه فكان إذا التقى الرجلان فسمع أحدهما يقرأ بحرف لا يعرفه وقد قرأ هو ذلك الحرف بغير تلك اللغة أنكر على صاحبه وربما قال له : حرفي خير من حرفك ولغتي أفصح من لغتك وقراءتي خير من قراءتك فنهوا عن ذلك وقيل لهم : ليقرأ كل واحد منكم كما علم ولا تماروا في القرآن فيقول بعضكم : حرفي خير من حرفك ولا قراءتي صواب وقراءتك خطأ ، فإن كلا صواب ، وكلام الله فلا تنكروه ولا يرد بعضكم على بعض فيكذب بالحق ويرد الصواب الذي جاء عن الله عز وجل ، فإن رد كتاب الله والتكذيب بحرف منه كفر ، فهذا أحد لوجهين من المراء الذي هو كفر قد ارتفع ذلك والحمد لله وجمع الله الكريم المسلمين على الإمام الذي جمع المسلمون من الصحابة والتابعين على صحته وفصاحة لغاته وهو المصحف الذي جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه المسلمين عليه وترك ما خالفه وذلك باتفاق من المهاجرين والأنصار وأهل بدر والحديبية الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه وسأذكر الحجة فيما قلت والله الموفق .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية