مطلب : في استحباب تحريك المستأذن نعليه وإظهار حسه    . 
( و ) يستحب للمستأذن ( تحريك نعليه ) تثنية نعل وهي مؤنثة التي تلبس في المشي . قال في النهاية : وتسمى الآن تاسومة ، وفي الخبر { أن رجلا شكا إليه  صلى الله عليه وسلم رجلا من الأنصار  فقال : يا خير من يمشي بنعل فرد    } ، وصفها بالفرد ، وهو مذكر ; لأن تأنيثها غير حقيقي . 
والفرد هي التي لم تخصف ولم تطارق وإنما هي طاق واحد . 
والعرب  تمدح برقة النعال وتجعلها من لباس الملوك يقال نعلت وانتعلت إذا لبست النعل وانتعلت الخيل . 
ومنه الحديث { إن غسان  تنعل خيلها    } . 
( و ) يستحب للمستأذن أيضا ( إظهار حسه ) بكسر الحاء المهملة الحركة وأن يمر بك قريبا فتسمعه ، ولا تراه كالحس والصوت كما في القاموس . 
والمراد - والله أعلم - إتيان شيء من تحريك نعل أو نحنحة أو صوت كما مر في كلام  الإمام  رضي الله عنه ، وذلك لئلا يرى أمرا يكرهه الداخل أو أهل المنزل ، ولأنه ربما أفضى إلى الشحناء بين الأهل ; لأنه قد يرى من عوراتهم ما لا يحب ، فإذا حرك نعله أو تنحنح أو أظهر حسه انتفى ذلك . 
وقالت زينب  امرأة  عبد الله بن مسعود  رضي الله عنهما : كان  عبد الله  إذا  [ ص: 315 ] دخل تنحنح وصوت . مختصر من حديث طويل . 
فينبغي لكل مكلف إظهار حسه ( ل ) أجل ( دخلته ) لكل دخلة ( حتى ) يفعل ذلك من تحريك نعله وإظهار حسه ( ل ) دخول منزله على امرأته وأمته ، فلا يختص ذلك بدخوله على الأجانب . 
وقوله ( اشهد ) فعل أمر من الإشهاد وحرك بالكسر للقافية ، أي أعلم ذلك وأشهده ولا تتوقف فيه . وقد مر أن يستأذن ، قال يحرك نعله إذا دخل . وقال إذا دخل على أهله تنحنح . 
وقال ابن أبي موسى  رحمه الله ورضي عنه : يستحب لمن دخل منزله أن يقول : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ويسلم على أهل بيته إذا دخل يكثر خير بيته . 
وفي الترمذي  وحسنه عن  أنس  رضي الله عنه أن النبي  صلى الله عليه وسلم قال له { يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم عليهم تكون بركة عليك وعلى أهل بيتك    } . 
وروى أبو داود  عن أبي مالك الأشعري  مرفوعا { إذا ولج الرجل بيته فليقل اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج ، بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا ، وعلى الله ربنا توكلنا ، ثم يسلم على أهله    } . 
وأخرج أبو داود  أيضا بإسناد جيد عن أبي أمامة  رضي الله عنه مرفوعا { ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل : رجل خرج غازيا في سبيل الله فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر وغنيمة ، ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله ، ورجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله عز وجل    } قال  الخطابي    : ضامن على الله معناه مضمون فاعل بمعنى مفعول ، يريد كل واحد منهم . 
قال : وقوله دخل بيته بسلام يحتمل وجهين : 
أحدهما : أن يسلم إذا دخل منزله كما قال تعالى { فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة     } . 
والثاني : أن يكون أراد أن يلزم البيت طلبا للسلامة من الفتن ، يرغب بذلك في العزلة ويأمر بإقلال الخلطة ، والله أعلم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					