مطلب : فيما يقال عند الانتباه من النوم : وقل في انتباه والصباح وفي المسا ونوم من المروي ما شئت ترشد   ( وقل ) أيها العبد الموفق لاقتفاء سنن المصطفى ( في ) وقت ( انتباه ) من الأذكار الواردة عن النبي المختار ، ما لعله يزيل عن قلبك الرين ، ويمحو عن عين بصيرتك الغين ، فإنها لداء الذنوب دواء ، ولمرض القلوب شفاء ، لصدورها عن الذي لا ينطق عن الهوى ، ولبروزها من مشكاة من دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى . 
مطلب : أذكار الانتباه من النوم   . 
فمما ورد من أذكار الانتباه من النوم ما روى  البخاري  في صحيحه عن  عبادة بن الصامت  رضي الله عنه عن النبي  صلى الله عليه وسلم قال { من تعار من الليل فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، الحمد لله ، وسبحان الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم قال : اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له ، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته    } . 
قوله : من تعار بتشديد الراء المهملة ، أي استيقظ من الليل وله صوت . وفي سنن أبي داود  عن  عائشة  رضي الله عنها { أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من الليل قال : لا إله إلا أنت سبحانك اللهم أستغفرك لذنبي وأسألك رحمتك ، اللهم زدني علما ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب    } ورواه  الحاكم  وقال :  [ ص: 367 ] صحيح على شرط الشيخين . 
الزيغ : الميل ، يقال أزاغ الله القلب إذا أماله عن الهدى والإيمان . وروى الإمام  أحمد  واللفظ له وأبو داود   والنسائي   وابن السني  وغيرهم عن ربيعة بن عمرو  ، ويقال ابن الغاز الجرشي  قال { سألت  عائشة  رضي الله عنها فقلت : ما كان رسول الله  صلى الله عليه وسلم يقول إذا قام من الليل وبم كان يستفتح ؟ قالت : كان يكبر عشرا ، ويحمد عشرا ، ويهلل عشرا ، ويستغفر عشرا ، ويقول : اللهم اغفر لي واهدني وارزقني عشرا اللهم إني أعوذ بك من الضيق يوم الحساب عشرا    } . وقال أبو داود    : { سبحان القدوس عشرا    } . 
وفي رواية : { سبحان الملك القدوس    } . وقال بدل ويحمد عشرا ويقول : { سبحان الله وبحمده عشرا    } وفيه { كان إذا استيقظ من منامه قال الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور    } أي الإحياء للبعث يوم القيامة . وروى  ابن السني  وغيره عن  أبي هريرة  رضي الله عنه عن النبي  صلى الله عليه وسلم قال { إذا استيقظ أحدكم فليقل الحمد لله الذي رد علي روحي ، وعافاني في جسدي ، وأذن لي بذكره    } . قال في شرح أوراد أبي داود    : صححه بعض الحفاظ . وروي عنه أيضا  رضي الله عنه قال قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم { ما من رجل ينتبه من نومه فيقول : الحمد لله الذي خلق النوم واليقظة ، والحمد لله الذي بعثني سالما سويا أشهد أن الله يحيي الموتى ، وهو على كل شيء قدير ، إلا قال الله : صدق عبدي    } . 
( فائدة ) : روى الشيخان عن  أبي هريرة  رضي الله عنه أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم قال { يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد ، يضرب كل عقدة عليك ليل طويل فارقد ، فإن استيقظ ، وذكر الله انحلت عقدة ، فإن توضأ انحلت عقدة أخرى ، فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس ، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان    } : وقافية الرأس : آخره ، ومنه سمي آخر بيت الشعر قافية . 
وفي رواية  لابن ماجه    { فيصبح نشيطا طيب النفس قد أصاب خيرا ، وإن  [ ص: 368 ] لم يفعل أصبح كسلان خبيث النفس لم يصب خيرا    } ورواه  ابن خزيمة  في صحيحه بنحوه وزاد في آخره { فحلوا عقدة الشيطان ، ولو بركعتين    } . 
قال في شرح أوراد أبي داود    : قال العلماء : وهذه عقد حقيقة كعقد السحر ، وقيل : هو قول يقوله ، وقيل فعل يفعله ، قيل هو من عقد القلب ، فكأنه يتوسوس فيه ببقاء الليل ، وقيل هو مجاز كني به عن تثبيط الشيطان وتثقيله عن قيام الليل . 
وقوله : عليك ليل طويل بالرفع على الابتداء ، والخبر عليك ، أو فاعل بإضمار فعل أي بقي عليك . 
وفي رواية  لمسلم  بالنصب ليلا طويلا على الإغراء . قال : والحكمة في ذكر الله - تعالى - ودعائه عند الاستيقاظ ليكون أول عمل الإنسان توحيد الله جل جلاله ، والكلم الطيب . انتهى . والله أعلم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					