مطلب : في كراهة النوم على الوجه    . 
( و ) يكره ( نوم ) حيث كان النوم ( على وجه الفتى المتمدد ) أي النائم يعني يكره نومه على بطنه من غير عذر لما رواه الإمام  أحمد  عن  أبي هريرة  رضي الله عنه قال : { مر النبي  صلى الله عليه وسلم برجل مضطجع  [ ص: 364 ] على بطنه فغمزه برجله وقال : إن هذه ضجعة لا يحبها الله عز وجل    } ورواه  ابن حبان  في صحيحه . 
وروى  البخاري  في الأدب عن أبي أمامة  رضي الله عنه : { أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم مر برجل في المسجد منبطحا لوجهه فضربه برجله وقال قم نومة جهنمية    } . وعن { يعيش بن طخفة بن قيس الغفاري  قال : كان أبي من أصحاب الصفة  فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : انطلقوا بنا إلى بيت  عائشة  ، فانطلقنا فقال : يا  عائشة  أطعمينا ، فجاءت بحيسة فأكلنا ، ثم قال يا  عائشة  أطعمينا ، فجاءت بحيسة مثل القطاة فأكلنا ، ثم قال يا  عائشة  أسقينا ، فجاءت بقدح صغير فشربنا ، ثم قال إن شئتم بتم ، وإن شئتم انطلقتم إلى المسجد قال فبينما أنا مضطجع في السحر على بطني إذ جاء رجل يحركني برجله فقال : إن هذه ضجعة يبغضها الله ، قال : فنظرت فإذا رسول الله  صلى الله عليه وسلم    } 
رواه أبو داود  واللفظ له  والنسائي  عن قيس بن طغفة  بالغين المعجمة ،  وابن ماجه  عن قيس بن طهفة  بالهاء عن أبيه مختصرا ، ورواه  ابن حبان  في صحيحه عن قيس بن طغفة  بالغين معجمة عن أبيه  كالنسائي  ، ورواه  ابن ماجه  أيضا عن طهفة أو طحفة  على اختلاف النسخ عن  أبي ذر  قال { مر بي رسول الله  صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع على بطني فركضني برجله ، وقال : يا جنيدب  إنما هذه ضجعة أهل النار    } قال الحافظ المنذري    : قال أبو عمر النمري    : اختلف فيه اختلافا كبيرا واضطرب فيه اضطرابا شديدا ، فقيل طهفة بن قيس  بالهاء ، وقيل طحفة  بالحاء ، وقيل طغفة  بالغين ، وقيل طقفة  بالقاف والفاء ، وقيل قيس بن طخفة  ، وقيل عبد الله بن طخفة  عن النبي  صلى الله عليه وسلم وقيل طهفة  عن  أبي ذر  عن النبي  صلى الله عليه وسلم وحديثهم كلهم واحد قال : { كنت نائما بالصفة فركضني رسول الله  صلى الله عليه وسلم برجله ، وقال هذه نومة يبغضها الله    } ، وكان من أهل الصفة  ، ومن أهل العلم من يقول : إن الصحبة لأبيه عبد الله  وإنه صاحب القصة . انتهى ، وذكر  البخاري  فيه اختلافا كثيرا وقال طغفة  بالغين خطأ ، والله أعلم . 
 [ ص: 365 ] والحيسة على معنى القطعة من الحيس ، وهو الطعام المتخذ من التمر والأقط والسمن ، وقد يجعل عوض الأقط دقيق . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					