مطلب : بيان ما ورد من الآيات والأخبار في التخويف من الزنا . 
وقد روي عن النبي المختار ، في الترهيب والتخويف من الزنا  وتعظيم أمره عدة أخبار ، ونفر منه العزيز الجبار ، في كتابه العزيز الحكيم في عدة آيات فقال جل شأنه : { ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا     } . 
وفي الصحيحين عن  أبي هريرة  رضي الله عنه أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم قال { لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن    } ورواه أبو داود  والترمذي   والنسائي    . وزاد في رواية { فإذا فعل ذلك خلع ربقة الإسلام من عنقه فإن تاب تاب الله عليه    } 
وفي الصحيحين وغيرهما عن  ابن مسعود  رضي الله عنه قال قال رسول الله :  صلى الله عليه وسلم { لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة    } . 
وروى  البيهقي  عن  ابن عمر  مرفوعا { الزنا يورث الفقر    } 
وروى أبو داود  واللفظ له والترمذي   والبيهقي   والحاكم  عن  أبي هريرة  مرفوعا {   : إذا زنى الرجل أخرج منه الإيمان وكان عليه كالظلة فإذا قلع رجع إليه الإيمان    } . 
وروى الخرائطي  وذكره الإمام ابن القيم  في روضة المحبين عن  حذيفة  رضي الله عنه مرفوعا { يا معشر المسلمين إياكم والزنا فإن فيه ست خصال ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة ، فأما اللواتي في الدنيا فذهاب البهاء ، ودوام الفقر ، وقصر العمر ، وأما اللواتي في الآخرة فسخط الله ، وسوء الحساب ، ودخول النار    } قال ابن القيم    : ويذكر عن  أنس  رضي الله عنه أنه قال : المقيم على الزنا كعابد وثن . ورفعه بعضهم . قال ابن القيم    : وهذا أولى أن يشبه بعابد الوثن من مدمن الخمر . 
 [ ص: 441 ] وفي المسند وغيره مرفوعا { مدمن الخمر كعابد وثن    } فإن الزنا أعظم من شرب الخمر . قال الإمام  أحمد  رضي الله عنه : ليس بعد قتل النفس أعظم من الزنا . وفي الصحيحين عن  ابن مسعود  رضي الله عنه قال { سألت رسول الله  صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم عند الله ؟ قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك ، قلت : إن ذلك لعظيم ، قلت ثم أي ؟ قال أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك ، قلت ثم أي ؟ قال أن تزاني حليلة جارك    } . 
وذكر  سفيان بن عيينة  عن  جامع بن شداد  عن أبي وائل  عن عبد الله  قال : إذا بخس المكيال حبس القطر ، وإذا ظهر الزنا وقع الطاعون ، وإذا كثر الكذب كثر الهرج . 
ويكفي في قبح الزنا أن الله سبحانه وتعالى مع كمال رحمته شرع فيه أفحش القتلات وأصعبها وأفضحها ، وأمر أن يشهد عباده المؤمنون تعذيب فاعله . ومن قبحه أن الله فطر عليه بغض الحيوان البهيم الذي لا عقل له ، كما ذكر  البخاري  في صحيحه عن  عمرو بن ميمون الأودي  قال : رأيت في الجاهلية قردا زنى بقردة ، فاجتمع عليهما القرود فرجموهما حتى ماتا ، وكنت فيمن رجمهما . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					