مطلب : في الفرق بين الصيانة والتكبر . 
وقال في الفرق بين الصيانة والتكبر    : إن الصائن لنفسه بمنزلة رجل قد لبس ثوبا جديدا نقي البياض ذا ثمن ، فهو يدخل به على الملوك فمن دونهم ، فهو يصونه عن الوسخ والغبار ، والطبوع وأنواع الآثار إبقاء على بياضه ونقائه ، إلى آخر كلامه قال : بخلاف صاحب العلو فإنه ، وإن شابه هذا في تعززه وتجنبه فهو يقصد أن يعلو رقابهم ويجعلهم تحت قدمه ، فهذا لون وذاك لون ، فجعل الكبر أثرا من آثار العجب وثمرة من ثمراته . 
وكذلك قال الإمام الحافظ ابن الجوزي    : اعلم أن من أسباب الكبر العجب ، فإن من أعجب بشيء تكبر به . 
قال في تعريف التيه : هو خلق متولد بين أمرين : إعجابه بنفسه ، وإزراؤه بغيره ، فيتولد من بين هذين التيه . 
( الثاني ) : قوله  صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث ذكرت طرفا منها { العز إزاري ، والكبرياء ردائي    } على اختلاف ألفاظ الحديث ، فما معنى هذه الأخبار ؟ قال  الخطابي  ، ونقله الإمام الحافظ ابن الجوزي  وجموع : إن الكبرياء والعظمة صفتان لله عز وجل اختص بهما فلا ينبغي لمخلوق أن يتعاطاهما ، لأن صفة المخلوق التواضع والذل ، وضرب الإزار والرداء م وجل اختص بهما فلا ينبغي لمخلوق أن يتعاطاهما ، لأن صفة المخلوق التواضع والذل ، وضرب الإزار والرداء مثلا يقول كما لا يشرك الإنسان في ردائه وإزاره أحد فكذلك لا يشركني في الكبرياء والعظمة مخلوق . . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					