مطلب : حكم لبس جلود السمور والفنك    : وقد كره السمور والفنك  أحمد  وسنجابهم والقاقم أيضا ليزدد   ( وقد كره السمور ) مفعول مقدم ( و ) كره ( الفنك ) الإمام  أحمد  رضي الله عنه ، أي كره لبس جلود السمور والفنك فأما السمور فهو بفتح السين المهملة وبالميم المشددة المضمومة على وزن السفود والكلوب ، حيوان بري يشبه السنور . وزعم بعض الناس أنه النمر ، وإنما البقعة التي هو فيها أثرت في تغيير لونه . وقال عبد اللطيف البغدادي    : إنه حيوان جريء ليس في الحيوان أجرأ منه على الإنسان ، لا يؤخذ إلا بالحيل ، وذلك بأن تدفن له جيفة يصاد بها ، ولحمه حلو والترك  يأكلونه . قال في حياة الحيوان : وجلده لا يدبغ كسائر الجلود . قال : ومن عجيب ما وقع للنووي  في تهذيب الأسماء واللغات أنه قال : السمور طائر . قال : ولعله سبق قلم ، وأعجب منه ما حكى ابن هشام السبتي  في شرح الفصيح أنه ضرب من الجن . وخص هذا باتخاذ الفرو من جلوده للينها وخفتها ودفائها وحسنها وتلبسه الملوك والأكابر . 
قال  مجاهد    : رأيت على الشعبي  قباء سمور . 
وأما الفنك بفتح الفاء والنون على وزن عسل فدويبة يؤخذ منها الفرو . قال  ابن البيطار    : إنه أطيب من جميع الفراء ، يجلب كثيرا من بلاد الصقالبة ، ويشبه أن يكون في لحمه حلاوة ، وهو أبرد من السمور ، وأعدل وأحر من السنجاب يصلح للأبدان المعتدلة . ذكر ذلك في حياة الحيوان . 
قال في الإنصاف : في السمور والفنك وجهان ، أصحهما يحرم . انتهى . 
 [ ص: 266 ] تنبيه ) : قد نسب الناظم  رحمه الله تعالى كراهة السمور والفنك للإمام  أحمد  رضي الله عنه . 
وقد علمت أن الإمام  القاضي  قال في الإنصاف : في السمور والفنك وجهان ، وقد علم أن اصطلاح أصحابنا - رحمهم الله تعالى - فيما هو للإمام  رضي الله عنه أن يعبر عن ذلك بالروايتين أو الروايات . 
وقد يطلقون القولين أو الأقوال على ذلك ، وأما الوجهان فهو للأصحاب ليس إلا . 
لكن مراد الناظم  أن قياس مذهبه كراهة ذلك ، وقد علمت أن الإنصاف صحح الحرمة ; ولذا قال الحجاوي  رحمه الله تعالى : لا أعلم للإمام  أحمد  فيهما كلاما والله أعلم . 
				
						
						
