مطلب : يسن لداخل المسجد أن يتعاهد نعله وأن يبدأ بخلع اليسرى ويقدم اليمنى في الدخول ويقول ما ورد    . 
( وافتقدها ) أي يسن افتقاد النعال ( عند ) إرادة دخول ( أبواب )  [ ص: 303 ] جمع باب ( مسجد ) لإزالة ما علق بها من أذى ; لما روى  الخلال  عن  ابن عمر  رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم {   : تعاهدوا نعالكم عند أبواب المساجد    } قال القاضي  أبو يعلى    : إنما قال ذلك خوفا من أن تكون فيها نجاسة فتنجس المسجد . 
وتقدم ما ذكره الشيخ  في فتواه قريبا . 
قال في الآداب الكبرى : ويسن أن يبدأ بخلع اليسرى ولبس اليمنى . 
بيساره فيهما ، والمسجد ونحوه فيهما سواء قال  المروذي    : رأيت  أبا عبد الله  إذا دخل المسجد خلع نعليه ، وهو قائم ، ويقدم الرجل المسلم والمرأة المسلمة يعني الذكر والأنثى اليمنى من رجليه دخولا واليسرى خروجا . 
ويقول عند الدخول : أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم اللهم صل على محمد وعلى آل محمد اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك ، ثم يقول : بسم الله ويدخل على الصفة التي ذكرناها بأن يقدم رجله اليمنى في الدخول ويقدم اليسرى في الخروج ، ويقول ما ذكرناه عند خروجه إلا أنه يقول أبواب فضلك بدل رحمتك . 
ففي صحيح  مسلم  أنه  صلى الله عليه وسلم قال { إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي  صلى الله عليه وسلم ثم ليقل اللهم إني أسألك من فضلك    } ورواه أبو داود   والنسائي   وابن ماجه  وغيرهم . وليس في رواية  مسلم    { فليسلم على النبي    } صلى الله عليه وسلم . وهو في رواية الباقين . زاد  ابن السني    { وإذا خرج فليسلم على النبي  صلى الله عليه وسلم وليقل : اللهم أعذني من الشيطان الرجيم    } روى هذه الزيادة  ابن ماجه   وابن خزيمة  وأبو حاتم بن حبان  بكسر الحاء المهملة في صحيحهما . 
وروى أبو داود  بسند جيد عن  عبد الله بن عمرو بن العاص  رضي الله عنهما { عن النبي  صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال : أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم قال فإذا قال ذلك قال الشيطان حفظه مني سائر اليوم    } . 
 [ ص: 304 ] وفي كتاب  ابن السني  عن عبد الله بن الحسن  عن أمه عن جدته  رضي الله عنها قالت { كان رسول الله  صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد حمد الله - تعالى ، وسمى وقال : اللهم اغفر لي ، وافتح لي أبواب رحمتك ، وإذا خرج قال مثل ذلك ، وقال : اللهم افتح لي أبواب رحمتك    } . 
وفي المسند والترمذي  وسنن  ابن ماجه  من حديث فاطمة بنت الحسين  عن جدتها فاطمة الكبرى  رضي الله عنهم قالت { كان رسول الله  صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد قال : اللهم صل على محمد  وسلم اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج قال مثلها إلا أنه يقول : أبواب فضلك    } . ولفظ الترمذي    { كان رسول الله  صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد صلى على محمد  وسلم    } . قلت : وهذا الحديث ، والذي قبله واحد . وإنما ذكرناهما بصورة حديثين لما في ألفاظهما من التخالف ، ولأن الشيخ أبا زكريا النووي    -  رحمه الله - عزاه  لابن السني  فقط مع أنه في مسند الإمام وسنن الترمذي  وسنن  ابن ماجه  والله أعلم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					