مطلب : في فضائل الاستغفار وكثرة بركاته   . 
( تتمة ) : 
مما يتأكد عليك من الأذكار الإكثار من الاستغفار فإن فضائله كثيرة ، وبركاته غزيرة ، وقد أمر الله به في كتابه في  قوله تعالى : { واستغفروا الله إن الله غفور رحيم     } وأثنى على قوم بقوله : { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم     } وقرن - تعالى - الاستغفار ببقاء الرسول في قوله : { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون     } ولذا قال أبو موسى  رضي الله عنه { كان لنا أمانان ذهب أحدهما ، وبقي الآخر    } رواه الإمام  أحمد    . 
قال الإمام المحقق ابن القيم    : الاستغفار الذي يمنع العذاب هو الاستغفار بالإقلاع عن كل ذنب ، وأما من أصر على الذنب وطلب من الله المغفرة فاستغفاره لا يمنع العذاب ; لأن المغفرة هي محو الذنب وإزالة أثره ووقاية شره ، لا كما ظنه بعض الناس أنها الستر ، فإن الله - تعالى - يستر على من يغفر له ومن لا يغفر له ، فحقيقتها وقاية شر الذنب ، ومنه المغفر لما يقي  [ ص: 377 ] الرأس من الأذى ، والستر لازم لهذا المعنى . وإلا فالعمامة لا تسمى مغفرا ولا القبعة ونحوه مع ستره انتهى . 
وروى الإمام  أحمد  وأبو داود   والحاكم  وقال صحيح الإسناد عن  ابن عباس  رضي الله عنهما مرفوعا { من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ، ومن كل هم فرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب    } . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					