مطلب : في تحقيق
nindex.php?page=treesubj&link=19705_20011معنى قوله صلى الله عليه وسلم { nindex.php?page=hadith&LINKID=12666إنه ليغان على قلبي } الحديث .
وفي مسند الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وصحيح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وسنن
أبي داود وغيرهم عن
الأغر المزني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=12666إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في كل يوم مائة مرة } هذا لفظ
أبي داود ولفظ الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=12666إنه ليغان على قلبي حتى أستغفر الله في اليوم مائة مرة } قال : وسمعته يقول {
nindex.php?page=hadith&LINKID=16979 : توبوا إلى ربكم فوالله إني لأتوب إلى ربي - تبارك وتعالى - مائة مرة في اليوم } . والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جدا .
قال أهل اللغة : هو بالغين المعجمة ، والغيم بمعنى واحد ، والمراد هنا الذي يغشى القلب . وقيل الغين لغة الغيم . وفي معنى الغين خلاف بين العلماء رضي الله عنهم . فقال بعضهم قد يكون هذا الغين السكينة التي تغشى قلبه لقوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26فأنزل الله سكينته على رسوله } والسكينة فعيلة من السكون الذي هو الوقار الذي هو فقد الحركة ويكون الاستغفار إظهارا للعبودية والافتقار وملازمة الخضوع وشكرا لما أولاه مولاه .
وقال القاضي
عياض : ويحتمل أن هذا الغين حال خشية وإعظام يغشى القلب ويكون استغفاره شكرا . وقيل : كان عليه الصلاة والسلام في ترق من مقام إلى مقام .
فإذا ارتقى من المقام الذي كان فيه إلى مقام أعلى استغفر من المقام الذي كان فيه . وقيل : الغين شيء يغشى القلب ولا يغطيه كالغيم الذي يعرض في الهواء فلا يمنع ضوء الشمس .
[ ص: 378 ] وقيل : هو همه بسبب أمته وما اطلع عليه من أحوالها بعده فيستغفر لهم . وقيل : المراد الفترات والغفلات عن الذكر الذي كان شأنه الدوام عليه ، فإذا فتر عنه أو غفل عد ذلك ذنبا فاستغفر منه . وقيل : غين أنوار لا غين أغيار والعدد المذكور في الحديث عدد للاستغفار لا للغين ، والله الموفق .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12769ابن السني من حديث
أبي أمامة مرفوعا {
ما جلس قوم في مجلس فخاضوا في حديث واستغفروا الله - عز وجل - قبل أن يتفرقوا إلا غفر لهم ما خاضوا فيه } .
وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال {
الغيبة تخرق الصوم والاستغفار يرقعه فمن استطاع منكم أن يجيء بصوم مرقع فليفعل } . وقيل لبعض
السلف : كيف أنت في دينك ؟ قال : أمزقه بالمعاصي وأرقعه بالاستغفار . وقيل : إنه للذنوب كالصابون لإزالة الوسخ .
قال الإمام المحقق
ابن القيم : قلت لشيخ الإسلام
ابن تيمية - قدس الله روحه يوما - : سئل بعض أهل العلم
nindex.php?page=treesubj&link=24582_20011أيما أنفع للعبد التسبيح أو الاستغفار ؟ فقال : إذا كان الثوب نقيا فالبخور وماء الورد أنفع له . وإن كان دنسا فالصابون والماء أنفع له . ثم قال لي : فكيف والثياب لا تزال دنسة . انتهى .
قلت : والمسئول عن ذلك والمجيب هو الإمام الحافظ
ابن الجوزي كما في طبقات الحافظ
ابن رجب وغيره . وليس قصدنا الاستقصاء للمأثور ، وإنما قصدنا التنبيه وعدم الإخلال بالفائدة . والله الموفق .
مَطْلَبٌ : فِي تَحْقِيقِ
nindex.php?page=treesubj&link=19705_20011مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { nindex.php?page=hadith&LINKID=12666إنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي } الْحَدِيثَ .
وَفِي مُسْنَدِ الْإِمَامِ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ وَصَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ وَسُنَنِ
أَبِي دَاوُد وَغَيْرِهِمْ عَنْ
الْأَغَرِّ الْمُزَنِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=12666إنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ } هَذَا لَفْظُ
أَبِي دَاوُد وَلَفْظُ الْإِمَامِ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=17080وَمُسْلِمٍ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=12666إنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي حَتَّى أَسْتَغْفِرَ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ } قَالَ : وَسَمِعْته يَقُولُ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=16979 : تُوبُوا إلَى رَبِّكُمْ فَوَاَللَّهِ إنِّي لَأَتُوبُ إلَى رَبِّي - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - مِائَةَ مَرَّةٍ فِي الْيَوْمِ } . وَالْأَحَادِيثُ فِي هَذَا الْمَعْنَى كَثِيرَةٌ جِدًّا .
قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : هُوَ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ ، وَالْغَيْمُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ ، وَالْمُرَادُ هُنَا الَّذِي يَغْشَى الْقَلْبَ . وَقِيلَ الْغَيْنُ لُغَةً الْغَيْمُ . وَفِي مَعْنَى الْغَيْنِ خِلَافٌ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ . فَقَالَ بَعْضُهُمْ قَدْ يَكُونُ هَذَا الْغَيْنُ السَّكِينَةَ الَّتِي تَغْشَى قَلْبَهُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ } وَالسَّكِينَةُ فَعِيلَةٌ مِنْ السُّكُونِ الَّذِي هُوَ الْوَقَارُ الَّذِي هُوَ فَقْدُ الْحَرَكَةِ وَيَكُونُ الِاسْتِغْفَارُ إظْهَارًا لِلْعُبُودِيَّةِ وَالِافْتِقَارِ وَمُلَازَمَةِ الْخُضُوعِ وَشُكْرًا لِمَا أَوْلَاهُ مَوْلَاهُ .
وَقَالَ الْقَاضِي
عِيَاضٌ : وَيَحْتَمِلُ أَنَّ هَذَا الْغَيْنَ حَالُ خَشْيَةٍ وَإِعْظَامٍ يَغْشَى الْقَلْبَ وَيَكُونُ اسْتِغْفَارُهُ شُكْرًا . وَقِيلَ : كَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي تَرَقٍّ مِنْ مَقَامٍ إلَى مَقَامٍ .
فَإِذَا ارْتَقَى مِنْ الْمَقَامِ الَّذِي كَانَ فِيهِ إلَى مَقَامٍ أَعْلَى اسْتَغْفَرَ مِنْ الْمَقَامِ الَّذِي كَانَ فِيهِ . وَقِيلَ : الْغَيْنُ شَيْءٌ يَغْشَى الْقَلْبَ وَلَا يُغَطِّيهِ كَالْغَيْمِ الَّذِي يَعْرِضُ فِي الْهَوَاءِ فَلَا يَمْنَعُ ضَوْءَ الشَّمْسِ .
[ ص: 378 ] وَقِيلَ : هُوَ هَمُّهُ بِسَبَبِ أُمَّتِهِ وَمَا اطَّلَعَ عَلَيْهِ مِنْ أَحْوَالِهَا بَعْدَهُ فَيَسْتَغْفِرُ لَهُمْ . وَقِيلَ : الْمُرَادُ الْفَتَرَاتُ وَالْغَفَلَاتُ عَنْ الذِّكْرِ الَّذِي كَانَ شَأْنُهُ الدَّوَامَ عَلَيْهِ ، فَإِذَا فَتَرَ عَنْهُ أَوْ غَفَلَ عَدَّ ذَلِكَ ذَنْبًا فَاسْتَغْفَرَ مِنْهُ . وَقِيلَ : غَيْنُ أَنْوَارٍ لَا غَيْنُ أَغْيَارٍ وَالْعَدَدُ الْمَذْكُورُ فِي الْحَدِيثِ عَدَدٌ لِلِاسْتِغْفَارِ لَا لِلْغَيْنِ ، وَاَللَّهُ الْمُوَفِّقُ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12769ابْنُ السُّنِّيِّ مِنْ حَدِيثِ
أَبِي أُمَامَةَ مَرْفُوعًا {
مَا جَلَسَ قَوْمٌ فِي مَجْلِسٍ فَخَاضُوا فِي حَدِيثٍ وَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - قَبْلَ أَنْ يَتَفَرَّقُوا إلَّا غَفَرَ لَهُمْ مَا خَاضُوا فِيهِ } .
وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ {
الْغِيبَةُ تَخْرِقُ الصَّوْمَ وَالِاسْتِغْفَارُ يُرَقِّعُهُ فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَجِيءَ بِصَوْمٍ مُرَقَّعٍ فَلْيَفْعَلْ } . وَقِيلَ لِبَعْضِ
السَّلَفِ : كَيْفَ أَنْتَ فِي دِينِك ؟ قَالَ : أُمَزِّقُهُ بِالْمَعَاصِي وَأُرَقِّعُهُ بِالِاسْتِغْفَارِ . وَقِيلَ : إنَّهُ لِلذُّنُوبِ كَالصَّابُونِ لِإِزَالَةِ الْوَسَخِ .
قَالَ الْإِمَامُ الْمُحَقِّقُ
ابْنُ الْقَيِّمِ : قُلْت لِشَيْخِ الْإِسْلَامِ
ابْنِ تَيْمِيَّةَ - قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ يَوْمًا - : سُئِلَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ
nindex.php?page=treesubj&link=24582_20011أَيُّمَا أَنْفَعُ لِلْعَبْدِ التَّسْبِيحُ أَوْ الِاسْتِغْفَارُ ؟ فَقَالَ : إذَا كَانَ الثَّوْبُ نَقِيًّا فَالْبَخُورُ وَمَاءُ الْوَرْدِ أَنْفَعُ لَهُ . وَإِنْ كَانَ دَنِسًا فَالصَّابُون وَالْمَاءُ أَنْفَعُ لَهُ . ثُمَّ قَالَ لِي : فَكَيْفَ وَالثِّيَابُ لَا تَزَالُ دَنِسَةً . انْتَهَى .
قُلْت : وَالْمَسْئُولُ عَنْ ذَلِكَ وَالْمُجِيبُ هُوَ الْإِمَامُ الْحَافِظُ
ابْنُ الْجَوْزِيِّ كَمَا فِي طَبَقَاتِ الْحَافِظِ
ابْنِ رَجَبٍ وَغَيْرِهِ . وَلَيْسَ قَصْدُنَا الِاسْتِقْصَاءَ لِلْمَأْثُورِ ، وَإِنَّمَا قَصْدُنَا التَّنْبِيهُ وَعَدَمُ الْإِخْلَالِ بِالْفَائِدَةِ . وَاَللَّهُ الْمُوَفِّقُ .