مطلب : في وما ورد في ثوابها . المحبة في الله
وفي الصحيحين عن رضي الله عنها { عائشة } وهذه الأخوة الخاصة هي التي عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه . عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف
وقد علم أن الأخوة العامة في قوله تعالى : { إنما المؤمنون إخوة } فهي واقعة بينهم قبل عقده ، غير أنه زاد الأمر الخاص ، وهذه الأخوة هي التي توجب المحبة في الله عز وجل وهي أوثق عرى الإيمان أن يحب في الله ويبغض في الله . وتقدم أن من جملة السبعة الذين يظلهم الله عز وجل في ظله يوم لا ظل إلا ظله : رجلين تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه .
وفي صحيح عن مسلم رضي الله عنه { أبي هريرة } . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله تعالى يقول : أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي
وعن قال : { أبي مسلم الخولاني دمشق وإذا حلقة فيها كهول من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا شاب فيهم أكحل [ ص: 482 ] العين براق الثنايا كلما اختلفوا في شيء ردوه إلى الفتى ، فقلت لجليس لي من هذا ؟ قال : هذا ، فجئت من العشاء فلم يحضر ، فغدوت من الغد فلم يجئ ، فرحت فإذا أنا بالشاب يصلي إلى سارية ، فركعت ، ثم تحولت إليه ، قال فسلم فدنوت منه فقلت : إني أحبك في الله عز وجل ، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المتحابون في الله على منابر من نور في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله معاذ بن جبل } . قال فخرجت حتى لقيت أتيت مسجد أهل فذكرت له حديث عبادة بن الصامت ، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي عن ربه تبارك وتعالى يقول : { معاذ بن جبل } ذكره الإمام حقت محبتي للمتحابين في ، وحقت محبتي للمتباذلين في ، وحقت محبتي للمتزاورين في ، والمتحابون في الله على منابر من نور في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله ابن الجوزي في التبصرة . ورواه في صحيحه بلفظ { ابن حبان والله إني لأحبك لغير دنيا أرجو أن أصيبها منك ولا قرابة بيني وبينك ، قال : فلأي شيء ؟ قلت : لله ، فجذب حبوتي ثم قال : أبشر إن كنت صادقا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : المتحابون في الله في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله يغبطهم بمكانهم النبيون والشهداء لمعاذ } الحديث . قلت
وأخرج الإمام بإسناد صحيح عن أحمد رضي الله عنه قال { عبادة بن الصامت } والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جدا . : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأثر عن ربه تبارك وتعالى : حقت محبتي للمتحابين في ، وحقت محبتي للمتواصلين في ، وحقت محبتي للمتزاورين في ، وحقت محبتي للمتباذلين في
واعلم أن هذا الثواب في هذه المحبة إنما يكون إذا كانت في الله خالصة لا يشوبها كدر ، وإذا قويت محبة الله عز وجل في القلب قويت محبة أوليائه والصالحين من عباده ، فلينظر الإنسان من يؤاخي ممن يحب ، ولا ينبغي أن يتخير إلا من سبر عقله ودينه .
وروى الإمام أحمد والترمذي وقال صحيح الإسناد والحاكم وغيرهم . والبيهقي
عن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { } ورواه من أعطى لله ، ومنع لله ، وأحب لله ، وأبغض لله ، وأنكح [ ص: 483 ] لله ، فقد استكمل إيمانه أبو داود من حديث أبي أمامة بنحوه وليس فيه وأنكح لله .
وفي صحيح عن ابن حبان رضي الله عنه { أبي سعيد الخدري } . وعن لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { عائشة : الصلاة والصوم والزكاة . ولا يتولى الله عبدا في الدنيا فيوليه غيره يوم القيامة ; ولا يحب رجل قوما إلا جعله الله معهم وأسهم الإسلام ثلاثة } الحديث رواه الإمام ثلاث أحلف عليهن : لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له . بإسناد جيد . أحمد
قال ابن الجوزي في التبصرة : كان يقال : اصحب من إذا صحبته زانك . وإذا خدمته صانك ; وإذا أصابتك خصاصة مانك ; وإن رأى منك حسنة سر بها ; وإن رأى منك سقطة سترها ; ومن إذا قلت صدق قولك ; ومن هو فوقك في الدين ; ودونك في الدنيا ; وكل أخ وجليس وصاحب لا تستفيد منه في دينك خيرا فانبذ عنك صحبته ; فإذا صفت المحبة وخلصت وقع الشوق والتزاور وصار بذل المال أحقر الأشياء .
وقد كان رضي الله عنه يذكر الأخ من إخوانه في بعض الليل فيقول : يا طولها من ليلة ; فإذا صلى المكتوبة غدا إليه واعتنقه . عمر
وقال : إذا مشى أحد المتحابين في الله إلى الآخر فأخذ بيده فضحك إليه تحاتت خطاياهما كما يتحات ورق الشجر . مجاهد
وروي عن معروف الكرخي رحمه الله أنه قال : امش ميلا ; صل جماعة ، امش ميلين ; صل جمعة ; امش ثلاثة أميال ; شيع حاجا أو معتمرا ، امش ستة أميال ; شيع غازيا في سبيل الله ; امش سبعة أميال بصدقة من رجل إلى رجل ; امش ثمانية أميال ; أصلح بين الناس ; امش تسعة أميال ; صل رحما وقرابة ; امش عشرة أميال في حاجة عيالك ; امش أحد عشر ميلا في معونة أخيك ; امش بريدا ; والبريد اثنا عشر ميلا ; زر أخا في الله عز وجل .
وقد قدمنا في الحديث { وحقت محبتي للمتباذلين في } .