الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
مطلب : في النهي عن قتل الضفدع ، وأن استعماله في الدواء مضر : ويكره لنهي الشرع عن قتل ضفدع وصردان طير قتل ذين وهدهد ( ويكره ) تنزيها ( ل ) أجل ( نهي الشرع ) يعني الشارع صلى الله عليه وسلم ( عن قتل ) أي إزهاق روح ( ضفدع ) مثال خنصر واحد الضفادع ، والأنثى ضفدعة ، وناس يقولون : ضفدع بفتح الدال ، قال الخليل : ليس في الكلام فعلل إلا أربعة أحرف : درهم وهجرع ، وهو الطويل ، وهبلع ، وهو الأعزل ، وقلعم ، وهو اسم .

وقال ابن الصلاح : الأشهر فيه من حيث اللغة كسر الدال وفتحها أشهر في ألسنة العامة ، وقد أنكره بعض أئمة اللغة ، وفي القاموس ضفدع كزبرج وجعفر وجندب ودرهم وهذا أقل أو مردود ، دابة نهرية . فيكره قتل الضفادع كما في المستوعب ، وعبر بعض الأصحاب بلا يجوز فظاهره التحريم وروى الإمام أحمد وأبو داود { أن طبيبا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ضفدع يجعلها في دواء فنهاه عن قتلها } .

وقد ترك الأطباء [ ص: 65 ] استعمالها لما فيها من الضرر الشديد ، قال الإمام أحمد رضي الله عنه : الضفدع لا تجعل في الدواء . قال في القانون من أكل من لحم الضفدع أو جرحه ورم بدنه وكمد لونه وقذف المني حتى يموت ولذلك ترك الأطباء استعماله خوفا من ضرره . والضفادع نوعان مائية وترابية والترابية يقتل أكلها .

وفي حياة الحيوان الضفادع أنواع كثيرة وتكون من سفاد وغير سفاد يتولد من المياه القائمة الضعيفة الجري ومن العفونات وغب الأمطار الغزيرة حتى يظن أنه يقع من السحاب لكثرة ما يرى منه على الأسطحة عقب المطر والريح وليس ذلك عن ذكر وأنثى ، وإنما يخلقه الله في تلك الساعة من طباع تلك التربة ، وهي من الحيوانات التي لا عظام لها ، ومنها ما ينق ، ومنها ما لا ينق والذي ينق منها يخرج صوته من قرب أذنه ويوصف بحدة السمع ، وإذا أرادت النقيق أدخلت فكها الأسفل في الماء ومتى دخل الماء في فكها لا تنق ; ولذا قال بعض الشعراء ، وقد عوتب على قلة كلامه :

    قالت الضفدع قولا
فسرته الحكماء في فمي ماء وهل ينطق من في فيه ماء



التالي السابق


الخدمات العلمية