الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
مطلب : في أن nindex.php?page=treesubj&link=26743النبي صلى الله عليه وسلم لبس السراويل أم لا ؟ .
( الثاني ) : اختلف العلماء هل لبس السراويل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أم لا ؟ قال في الآداب الكبرى : قد روي عن إبراهيم وموسى عليهما السلام أنهما لبساه ولبسه النبي صلى الله عليه وسلم .
وروي عن غير واحد من الصحابة كسلمان وعن nindex.php?page=showalam&ids=8علي أنه أمر به .
وذكر الإمام الحافظ ابن الجوزي في كتابه الوفي وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان عن nindex.php?page=showalam&ids=134بريدة رضي الله عنه قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=11641إن nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي كتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إني قد زوجتك امرأة من قومك وهي على دينك nindex.php?page=showalam&ids=10583أم حبيبة بنت أبي سفيان ، وأهديت لك هدية جامعة قميصا وسراويل وعطافا وخفين ساذجين ، فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم ومسح عليهما } قال سليمان بن داود أحد رواة الحديث : قلت nindex.php?page=showalam&ids=15464للهيثم بن عدي ما العطاف ؟ قال : الطيلسان .
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان عن { nindex.php?page=hadith&LINKID=22720سويد بن قيس قال : جلبت أنا ومخرمة العبدي بزا من هجر إلى مكة فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشترى سراويل ، وثم وزان يزن بالأجر ، فقال : إذا زنت فأرجح } وأخرجه الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد أيضا من حديث مالك بن عميرة الأسدي قال { nindex.php?page=hadith&LINKID=26529قدمت قبل مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشترى مني سراويل فأرجح لي } قال في الفتح وما كان ليشتريه عبثا وإن كان غالب لبسه الإزار .
وأخرج أبو يعلى nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الأوسط من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة { nindex.php?page=hadith&LINKID=18787دخلت يوما السوق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس إلى البزازين فاشترى سراويل بأربعة دراهم } الحديث وفيه { nindex.php?page=hadith&LINKID=24540فقلت : يا رسول الله ، وإنك لتلبس السراويل ؟ قال : أجل في السفر والحضر والليل والنهار فإني أمرت بالتستر } وفيه يوسف بن زياد البصري ضعيف .
قال في الهدي : اشترى صلى الله عليه وسلم السراويل والظاهر إنما [ ص: 242 ] اشتراه ليلبسه .
ثم قال : وروي في حديث { أنه لبس السراويل وكانوا يلبسونه في زمانه وبإذنه } .
قلت : وميل الإمام المحقق في الهدي إلى أنه صلى الله عليه وسلم لبسها وكذا الحافظ ابن حجر في الفتح وقال جماعة من العلماء : لم يلبسها عليه الصلاة والسلام ولا يلزم من شرائه لها لبسها .
وقاله المناوي في شرح الجامع الصغير والله أعلم .
( الثالث ) : التبان في معنى السراويل .
قال في الآداب الكبرى : روى nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع بإسناده أن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها كانت تأمر غلمانها بالتبابين وهم محرمون .
قال في المطالع : التبان شبه السراويل قصيرة الساق . وقال الحجاوي في لغة إقناعه : التبان بضم التاء وتشديد الباء هو سراويل قصيرة جدا . وقال الجوهري : هو مقدار شبر يستر العورة المغلظة فقط ويكون للملاحين وجمعه تبابين انتهى .
فإذا علمت ذلك ، وفهمت ما هنالك من كون السراويل سنة إبراهيم الخليل ، والنبي النبيل على أحد الأقاويل ، والصحابة الكرام ، واختيار العلماء الأعلام ( فالبسه ) أي السراويل ( واقتد ) بمن ذكرنا لك أنهم لبسوه فإنهم أهل لأن يقتدى بهم لا سيما الاقتداء .
( بسنة ) سيدنا ( إبراهيم ) الخليل عليه الصلاة والسلام ( فيه ) أي في لبسه ( و ) سنة نبينا وحبيبنا ( أحمد ) المختار ( وأصحابه ) الأخيار ، عليه وعليهم الصلاة والسلام ما تعاقب الليل والنهار ( و ) لكن لبسهم ( الأزر ) جمع إزار ( أشهر ) من لبسهم السراويل ( أكد ) فعل أمر من التأكيد وحرك بالكسر للقافية .
قال في الفروع في الادهان وكونه غبا أو مطلقا لحاجة للخبر .
واختار شيخنا فعل الأصلح للبدن كالغسل بماء حار ببلد رطب ، لأن المقصود ترجيل الشعر ، ولأنه فعل الصحابة رضي الله عنهم ، وأن مثله نوع اللبس والمأكل ، وأنهم لما فتحوا الأمصار كان كل منهم يأكل من قوت بلده ، ويلبس من لباس بلده ، من غير أن يقصدوا قوت المدينة [ ص: 243 ] ولباسها .