الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
مطلب : nindex.php?page=treesubj&link=25948_17548لا بأس بالخاتم من عقيق وفائدة التختم به ولا بأس بالخاتم أيضا ( من عقيق ) كأمير .
قال في القاموس : خرز أحمر يكون باليمن وبسواحل بحر رومية جنس كدر كما يجري من اللحم المملح وفيه خطوط بيض خفية من تختم به سكنت روعته عند الخصام ، وانقطع عنه الدم من أي موضع كان . انتهى .
( تنبيهان ) :
( الأول ) : ظاهر عبارة النظم أن nindex.php?page=treesubj&link=25948التختم بالعقيق مباح لا مستحب ، وهذا اختيار ابن الجوزي .
قال الحافظ ابن رجب في كتاب الخواتم : وظاهر كلام الأكثر لا يستحب ، وهو ظاهر كلام الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رضي الله عنه في رواية مهنا وقد [ ص: 290 ] سأله ما السنة يعني في التختم ؟ قال : لم يكن خواتيم القوم إلا فضة .
قال العقيلي : لا يصح في التختم بالعقيق عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء .
وقد ذكر الإمام الحافظ ابن رجب كل الأحاديث الواردة في ذلك في كتابه ، وأعلها .
وجزم بهذا في الإقناع .
واستحب التختم بالعقيق صاحب المستوعب والتلخيص وابن تميم ، وقدمه في الرعاية والآداب والفروع ، وجزم به في المنتهى ، وذكرهما في الغاية العلامة الشيخ مرعي من غير اختيار شيء منهما .
نعم قدم عبارة المنتهى على عبارة الإقناع ، وهذا لا يشعر باختيار كما لا يخفى على ذي بصيرة .
قال الذين استحبوه : قال النبي صلى الله عليه وسلم { تختموا بالعقيق فإنه مبارك } قال العقيلي : لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا شيء . وذكره الإمام الحافظ ابن الجوزي في الموضوعات . وفي إسناد هذا الخبر nindex.php?page=showalam&ids=17381يعقوب بن إبراهيم الزهري الذي قال ابن عدي ليس بالمعروف وباقيه جيد ، ومثل هذا لا يظهر كونه من الموضوع . قال ذلك في الفروع . قلت : التختم بالعقيق ذكره ابن الجوزي من عدة طرق ، وأعله فذكره عن عائشة " من تختم بالعقيق لم يقض له إلا بالذي هو أسعد وأعله بمحمد بن أيوب بن سويد فإنه يروي الموضوعات عن أبيه وليس بشيء ، وأخرجه عن nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة الزهراء رضي الله عنها مرفوعا { nindex.php?page=hadith&LINKID=35993من تختم بالعقيق لم يزل يرى خيرا } وأعله بأن فيه أبا بكر بن شعيب يروي عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ما ليس من حديثه ، وأقره الجلال السيوطي على إعلاله في البديعيات ثم قال : قلت : لحديث nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة رضي الله عنها طريق أخرى قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في تاريخه حدثنا أبو عثمان سعيد بن مروان أنبأنا nindex.php?page=showalam&ids=15856داود بن رشيد حدثنا هشام بن ناصح عن سعيد بن عبد الرحمن عن فاطمة الصغرى عن فاطمة الكبرى قالت قال رسول صلى الله عليه وسلم { nindex.php?page=hadith&LINKID=35994من تختم بالعقيق لم يقض له إلا بالتي هي أحسن } انتهى . وقال ابن الديبع في كتابه تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث حديث { تختموا بالعقيق فإنه ينفي الفقر } له طرق كلها واهية . وكذا ما روي في الياقوت . [ ص: 291 ] وقال في تسهيل السبيل : حديث { تختموا بالعقيق فإنه ينفي الفقر } ضعيف . قلت : وعند ابن عدي { تختموا بالعقيق فإنه مبارك } وهو ضعيف ، بل قال في سفر السعادة : التختم بخاتم عقيق والتختم في اليمين لم يثبت فيه شيء . انتهى .
( الثاني ) : يلزم من قال باستحباب التختم بالعقيق أن يقول باستحبابه بالفضة من باب أولى .
قلت : وجزم به في الرعاية الصغرى والحاويين فاستحبوه في باب اللباس وجزموا في باب الحلي بإباحته .
قال في الإنصاف : فظاهره التناقض ، أو يكون مرادهم في باب الحلي إخراج الخاتم من التحريم لا أن مرادهم لا يستحب ، وهذا أولى انتهى .
قلت : قدم في الآداب الكبرى الاستحباب ، وعبارته : يستحب التختم بعقيق أو بفضة دون مثقال ، ثم قال : وذكر ابن تميم أن nindex.php?page=treesubj&link=17548_17545خاتم الفضة مباح وأنه لا فضل فيه على ظاهر كلام الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رضي الله عنه وقطع به في التلخيص وغيره .
قال الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رضي الله عنه في خاتم الفضة للرجال : ليس به بأس .
وقطع في المستوعب والتلخيص باستحباب التختم باليسار .